يعيش خالد أحمد شامي (43 عاما)ً في جازان حياة قاسية تعصف بها رياح الأحزان، فالعوز المادي نهش حياته منذ سنوات، ثم دهمه مرض التخلف العقلي، أدى إلى فقدانه عمله في السلك العسكري. ويعاني شامي من مرض غريب فاجأه أثناء فترة عمله في المجال العسكري، اضطره إلى الغياب المتكرر إلى أن صدر قرار فصله من عمله. ويقول والد الشاب خالد: «أمر غريب أصاب ابني أقعده عن العمل، وبدأت وساوس وأفكار تتسلل إلى عقله، وأصوات تتأرجح في خلجات نفسه تدعوه إلى القعود وترك العمل». ويتابع: «في البداية توقعنا بأن مساً قد أصاب ابني، فذهبنا به إلى الرقاة الشرعيين، ولكن حالته لم تتحسن، بل أصبحت تسوء يوماً بعد آخر، ووضعه النفسي والعقلي يزداد صعوبة وتراجعاً». ويستطرد الوالد الحزين: «ذهبنا به إلى المستشفى، وهناك أكد لنا الطبيب المختص أن ابني يعاني من تخلف عقلي وتدهور في الشخصية والسلوك ولا يحسن التصرف، بل إن الطبيب شدد على ضرورة وجود من يقوم على ولايته لإدارة أمور حياته بصفة دائمة». ما يؤلم والد خالد هو الحال المرضية السيئة التي أحاطت بابنهم، وكان لتسارع المرض وتأثيره صدمة على كل أفراد الأسرة، «بكينا بمرارة وألم لما أصابه، ولا نعلم حتى الآن كيف دهمه هذا المرض الغريب، خصوصاً أن ابني كان قبلها يتمتع بصحة عقلية جيدة ويجهز لزواجه، ولكن نحمد الله على كل حال». مأساة الأسرة لا تتوقف على مرض خالد، فالحال المادية سيئة للغاية. ويوضح والده: «لا نستطيع تأمين مصاريف علاجه»، لافتاً إلى أن ابنه لا يتسلم حالياً أي معاش تقاعدي، مع أنه أصيب بالمرض وهو على رأس العمل.