قال كبير وسطاء "الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا" (إيغاد) سيوم مسفن اليوم السبت بعد محادثات استمرت يومين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إن الطرفين المتحاربين في جنوب السودان التزما بوقف القتال وإنهاء الصراع المستمر منذ أشهر من دون شروط. وأوضح سيوم، وزير خارجية إثيوبيا سابقاً، للصحافيين ان "إيغاد" وافقت على تجميد أصول وفرض حظر سفر بين إجراءات أخرى على أي طرف ينتهك الاتفاق، مضيفاً أن "الطرفين يلتزمان بوقف غير مشروط وكامل وفوري لكلّ العمليات القتالية وإنهاء الحرب". ولفت إلى أن كلا الطرفين التزم أيضاً بالكفّ عن تجنيد وتعبئة المدنيين. وأردف قائلاً إنه بالإضافة إلى تجميد الأصول وفرض حظر على السفر في المنطقة بالنسبة للأشخاص الذين ينتهكون الاتفاق، ستوقف "إيغاد" توريد الأسلحة والذخيرة أو أي مواد حربية أخرى لأي طرف يواصل القتال. وتابع "منطقة ايغاد ستتخذ التدابير اللازمة للتدخل بشكل مباشر في جنوب السودان لحماية الأرواح وإعادة السلام والاستقرار من دون الرجوع مرة أخرى للطرفين المتحاربين." وقال مسؤول لوكالة "رويترز" الثلثاء إن وفد الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة أبلغ أعضاء مجلس الأمن الدولي انه سيوزع مسودة قرار لوضع "آلية لاستهداف الأفراد" الذين يقوّضون الاستقرار السياسي لجنوب السودان وينتهكون حقوق الإنسان. وقال غاري كوينلان، سفير أستراليا لدى الأممالمتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، إن بلاده ودول أخرى أعضاء في مجلس الأمن، أيّدت فكرة جعل حظر السلاح جزءا من أي نظام عقوبات يتعلق بجنوب السودان، لكنه امتنع عن التعليق على توقيت أي عقوبات. تجدر الإشارة إلى أن القتال اندلع في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في جنوب السودان الذي أعلن الاستقلال عن السودان في العام 2011 بعد أشهر عدة من التوتر السياسي بين الرئيس سلفا كير ونائبه المعزول ريك مشار. وأسفر الصراع عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل وتشريد أكثر من مليون شخص، كما دفع أحدث دولة في العالم التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة إلى شفا المجاعة. وتكرر خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في كانون الثاني (يناير) وتعثرت محادثات السلام أكثر من مرة. وفرض الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة عقوبات على قادة الجانبين لانتهاك وقف إطلاق النار. وقال سيوم إن "ايغاد" منحت الجانبين 15 يوماً لإجراء مشاورات، فيما رحّب مشار بالاتفاق مؤكدا "لا نريد أن يموت أي جندي أو مدني آخر بعد هذا التقدّم الذي أُحرز في أديس أبابا". من جهته، أمر كير قوّاته من الجيش الوطني بالبقاء في مراكزها، امتثالاً للاتفاق التي توسّطت "ايغاد" للتوصّل إليه. وأعلن كير "إذا تعرضوا لهجوم من أي اتجاه فعليهم القتال فقط دفاعا عن النفس."