يُفتتح مؤتمر «ثقافة مصر في المواجهة» صباح الثلثاء المقبل في دار أوبرا القاهرة، وتستمر جلساته ثلاثة أيام برئاسة فخرية يتولاها الروائي بهاء طاهر. ويعدّ هذا المؤتمر ثمرة جهود انطلقت قبل حوالى أربع سنوات، وبلغت ذروتها خلال اعتصام عدد كبير من المثقفين في مكتب وزير الثقافة ومحيطه لمدّة شهر تقريباً، وصولاً إلى انتفاضة 30 حزيران (يونيو) التي أنهت حكم جماعة «الإخوان المسلمين». وعبرت اللجنة المنظمة للمؤتمر في بيانها، وهي تضمّ المخرج السينمائي مجدي أحمد علي والفنان التشكيلي محمد عبلة والمخرج المسرحي عصام السيد والأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة سعيد توفيق والناشر محمد هاشم والشاعر شعبان يوسف، عن أملها في أن يسفر الحدث المنتظر عن «صياغة سياسة ثقافية جديدة تناسب العصر، وتخلص المثقف من البيروقراطية والسياسات المكبلة لحرية الإبداع، ووضع أسس لانطلاق الثقافة المصرية نحو آفاق رحبة». ودعت اللجنة المثقفين من مختلف التوجهات إلى المشاركة، لكنّ النظر في قائمة المدعوين للتحدث في جلسات المؤتمر، يؤكد استبعاد المحسوبين على التيار الإسلامي، إلّا أنّ هذا لا يمنع توقّع حضور عدد منهم، ومن ثم التناوش مع من يعتبرونهم علمانيين شاركوا باعتصامهم الشهير في التعجيل بإنهاء تجربة حكم جماعة «الإخوان المسلمين» الذي لم يدم لأكثر من عام واحد. وعلى أيّة حال، فإنّ من ضغطوا لعقد هذا المؤتمر، لا يخفون رغبتهم في أن يكون لهم دور في اختيار رؤساء قطاعات وهيئات وزارة الثقافة، بل ووزير الثقافة نفسه، استناداً إلى دورهم الداعم لحركة «تمرد»، وصولاً إلى «ثورة» 30 حزيران التي أقصت، ليس فقط وزير الثقافة «الإخواني» علاء عبدالعزيز ومعاونيه، وإنما حُكم «الإخوان» بتجلياته كافة، وأعادت مثقفين سبق أن عزِلوا من مناصبهم، وفي مقدمهم رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد مجاهد والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سعيد توفيق ورئيسة دار الأوبرا إيناس عبدالدايم. وممّا يدلّ على تلك الرغبة الإصرار على عقد جلسات المؤتمر داخل أروقة جهتين رسميتين هما دار الأوبرا والمجلس الأعلى للثقافة، مع أنه كان في الإمكان عقده في مقر غير رسمي، بما أنّ الذين سعوا إليه يصفون أنفسهم بأنهم «مثقفون مستقلّون». وتقرّر أن يتناول المؤتمر مواضيع «دور الثقافة في مواجهة تهميش الفكر والإبداع»، «دور المثقفين في إرساء أسس الدولة المدنية الحديثة»، «تفعيل دور الثقافة الجماهيرية»، «العمل الأهلي المستقل ودوره في الحياة الثقافية»، «الثقافة وهوية الدولة: الدولة المدنية، المواطنة، الوعي التاريخي»، «تفعيل دور الفن والإبداع باعتباره قوة مصر الناعمة»، «القوانين المقيدة للحريات والرقابة على المصنفات الفنية»، «العمل الأهلي والمستقل ودوره في الحياة الثقافية»، «دور الأزهر والكنيسة في تجديد الخطاب الديني»، «دور المجلس الأعلى للثقافة في استقلال السياسات الثقافية»، «دور المؤسسات التعليمية في تأكيد الهوية الثقافية»، «الشباب ومستقبل الثقافة». وستخصّص الجلسة الختامية لإعلان توصيات المؤتمر وقراراته، وربما يقترح المنظمون آليات لتنفيذها، حتى لا تبقى حبراً على ورق وذكرى مواجهة خاضها طامحون إلى السلطة مع أنفسهم. ويصاحب المؤتمر معرض لإصدارات المجلس الأعلى للثقافة وهيئات وزارة الثقافة وعدد من دور النشر الخاصة. وتضم قائمة المدعوين للتحدث في جلسات المؤتمر، الذي يعقد في رعاية وزير الثقافة محمد صابر عرب، عشرات المثقفين، في مقدمهم جابر عصفور وأحمد عبدالمعطي حجازي وإبراهيم فتحي وعماد أبو غازي وحسام عيسى وعز الدين نجيب وعلي أبو شادي ومدحت العدل وعلاء الأسواني وخالد يوسف وشيرين أبو النجا وسلوى بكر وعادل السيوي ويوسف القعيد وعمار علي حسن.