فيينا، نيويورك - أ ف ب، رويترز - انعقدت في العاصمة النمسوية فيينا أمس، جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران والوكالة الدولية للطاقة النووية، هي الأولي من نوعها منذ تسلم الرئيس الإيراني حسن روحاني منصبه في حزيران (يونيو) الماضي. وبدأت هذه المفاوضات بعد 10 ساعات على الاجتماع التاريخي الذي جرى في نيويورك بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظرائه في مجموعة الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، وفي مقدمهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وفي وقت لم ترشح تفاصيل وافية عن اجتماع فيينا، لم يتوقع مندوب ايران الجديد لدي الوكالة رضا نجفي، حل المشاكل العالقة بين الجانبين خلال يوم واحد من المفاوضات، فيما رحب كبير مفتشي الوكالة هيرمان ناكيرتس الذي قاد المفاوضات عن الجانب الدولي، بالتطورات الأخيرة علي هذا الصعيد وتصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن استعداد بلادهم للانخراط في حل القضية النووية علي نحو سريع. وقال ناكيرتس: «اتفقنا على أن نلتقي من جديد في 28 تشرين الأول (أكتوبر). وسنبدأ عندئذٍ المحادثات الأساسية حول طريقة حل كل المشاكل العالقة». وتعليقاً علي نتائج اجتماع وزراء الخارجية في نيويورك، وصف عضو الفريق الإيراني المفاوض مع مجموعة «5+1» عباس عراقجي نتائج الاجتماع بالبناءة والإيجابية للغاية، مضيفاً أن الاجتماع المقبل بين المنسقة العليا للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون وظريف سيُعقد في 15 تشرين الأول (أكتوبر) في جنيف، فيما المشاورات مستمرة حول مستوى مشاركة سائر أعضاء الفريق المفاوض. وقال عراقجي: «أجرينا محادثات جيدة ودخل الجانبان المفاوضات بتوجه بنّاء وتقرر مواصلة هذه المحادثات». كذلك قال الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد اجتماع وزراء الخارجية وظريف: «نحن مستعدون لخوض العملية (التفاوضية) بجدية بهدف بلوغ اتفاق تفاوضي يقبل به الطرفان، ونحن مستعدون للقيام بذلك بنية حسنة». رفسنجاني إلى ذلك، أشاد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني بنتائج زيارة روحاني لنيويورك، مضيفاً أنه «عندما طلب الرئيس أوباما لقاء رئيس الجمهورية وقال له الأخير إن الظروف غير مناسبة لمثل هذا اللقاء، فإن ذلك يعني وجود تسديد إلهي ونصر وعدنا الله به». في المقابل، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض الإثنين المقبل، الرئيس الأميركي باراك أوباما، ثم يلقي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الثلثاء، ساعياً إلى صد التقارب بين الغرب وإيران. ويتوقع أن يلتقي نتانياهو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وقادة المنظمات اليهودية الأميركية. وتشير التوقعات في إسرائيل إلى أن نتانياهو سيركز في كلمته على البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية. أما في ما يتعلق بإيران، فيتوقع أن يشير نتانياهو إلى فشل الاتصالات التي أجرتها الولاياتالمتحدة في الماضي مع كوريا الشمالية، ويقول للجانب الأميركي إن عدم التوصل إلى تفاهمات مع إيران أفضل من الوصول إلى «صفقة سيئة». وشككت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، في نجاح نتانياهو في مهمته. ونقلت الصحيفة عن مصدر في الإدارة الأميركية قوله إن الأجواء في واشنطن تشير إلى «فتح صفحة جديدة بعد 34 سنة من العداء» بين واشنطنوطهران. على صعيد آخر، دشّنت إيران أمس، طائرة قاذفة من دون طيّار قادرة على حمل 8 صواريخ ذكية. ونسب تلفزيون «العالم» الإيراني إلى قائد قوات الجو- فضاء التابعة ل»الحرس الثوري» العميد أمير علي حاجي زاده، قوله إنه تم تدشين الطائرة من دون طيّار «شاهد 129»، مشيراً إلى أنها تلبي معظم احتياجات البلاد بتكلفة منخفضة. وأضاف أن «شاهد 129» قادرة على التحليق في شعاع 1700 كيلومتر ولفترة 24 ساعة، وتتمتع بقابلية تجهيزها بقنابل وصواريخ ذكية، وهي قادرة على حمل 8 صواريخ ذكية. وأشار إلى أن الطائرة قادرة على تنفيذ مهام المراقبة والرصد وتدمير الأهداف في آن واحد. وقال حاجي زاده إن تدشين هذه الطائرة بكلفة منخفضة «زاد من قدرات إيران بشكل كبير على صعيد رصد النقاط الحدودية والصحراء المركزية والخليج وبحر عمان، وباتت تشكل تهديداً للإرهابيين والمهرّبين». وأشار أيضاً إلى رصد تنقل البارجات الأميركية في المنطقة من قبل الطائرات من دون طيّار التابعة للحرس الثوري، مضيفاً: «إننا نستخدم طائراتنا العادية لهذه المهمة، ومن حقنا أن نرصد كل السفن التي تتنقل في مياهنا». وأضاف أن إيران ليس لديها أي مشاكل مع دول الجوار ولا تشعر بخطر منها «لكننا نعتبر القواعد الأميركية في هذه البلدان أراضي أميركية وستكون في مرمى صواريخنا في حال اندلاع أي حرب».