في الذكرى الخمسين لتأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية، أصدرت المؤسسة عدداً خاصاً (96) من مجلة «الدراسات الفلسطينية» في 460 صفحة. وتضمن محورين كبيرين. المحور الأول: هو «وليد الخالدي: تحية» ويتضمن الترجمة العربية، التي تنشر للمرة الأولى، لثلاث دراسات تأسيسية للمؤرخ الفلسطيني وليد الخالدي: 1 - الشركة العثمانية اليهودية للأراضي، مخطط هيرتسل لاستعمار فلسطين 2 - خطة دالت مجدداً، 3 - عودة إلى سقوط حيفا. تكشف هذه الدراسات أن القراءة العلمية للنكبة كانت فلسطينية أولاً، وأن كشف المخطط الصهيوني قبل حرب النكبة وفي أثنائها لم يتم على أيدي المؤرخين الإسرائيليين الجدد كما يشاع في الأوساط الأكاديمية والإعلامية الغربية والإسرائيلية، بل تم أولاً على يدي مؤرخ فلسطيني. كما يتضمن هذا الملف مقالتين لبيان نويهض الحوت وبشير موسى نافع، يقدمان فيهما قراءة تحليلية لنتاج الخالدي التأريخي. المحور الثاني عنوانه «نحو أدب فلسطيني جديد»، ويضم مقالات ونصوصاً إبداعية. يقرأ فخري صالح مجموعة من الروايات الفلسطينية الحديثة، ويقدم الفنان الفلسطيني كمال بلاّطة رؤيته التشكيلية من خلال «قياس القدس»، ويقرأ أنطون شماس تجربة الشاعر طه محمد علي ويقارنها بالتجربة الدرويشية، أمّا الياس خوري فيستعيد رائد الشعر الفلسطيني المقاوم، راشد حسين. وفي العدد أيضاً، مقابلة قديمة كان أجراها محمود شريح مع إميل حبيبي، ولم تنشر سابقاً. وفي مساحة خصصت للأصوات الأدبية الفلسطينية الجديدة، تنشر المجلة، شهادات لأكرم مسلم وأنس أبو رحمة وسمر عبد الجابر وعاطف أبو سيف وعلاء حليحل وسامر خير وراجي بطحيش وطارق الكرمي وعدنية شبلي ومايا أبو الحيّات؛ ونصوصاً جديدة لابتسام عازم وإياد برغوثي وإسراء كلش وهشام نفاع ونجوان درويش ونصر جميل شعث وأنس أبو رحمة وطارق الكرمي وريم غنايم وعلي مواسي. وتعطي هذه الشهادات والنصوص فكرة عن النبض الجديد الذي يبشر بزمن الولادات في فلسطين. وفي باب الدراسات، ثلاث هي لعبدالرحيم الشيخ: «تحولات البطولة في الخطاب الثقافي الفلسطيني»، وإسماعيل الناشف: «موت النص»، وهنيدة غانم: «المحو والإنشاء في المشروع الاستعماري الفلسطيني». تنتمي هذه الدراسات إلى صوت جديد بدأ يحتل الفضاء النقدي الفلسطيني، وتقدم مقتربات جديدة لقراء أدب يتجدد ويصنع أفقه الخاص. أما في باب مداخل فيكتب نديم روحانا قراءته للمفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، ومحمد شومان عن صعود - وانهيار - حكم الإخوان المسلمين وأثره على الواقع السياسي المصري المتحرك.