قتل ضابط برتبة لواء في الشرطة العراقية اليوم الجمعة واصيب تسعة عناصر، في تفجير صهريج عسكري مفخخ عند نقطة للشرطة في بيجي حيث تحرز القوات العراقية تقدماً على حساب تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، وفق ما افادت مصادر امنية ومحلية لوكالة "فرانس برس". ووقع التفجير، وهو واحد من اربع تفجيرات نفذها انتحاريون في بيجي مساء اليوم، بعد ساعات من اعلان مصادر عسكرية أن "القوات العراقية باتت تسيطر على غالبية هذه المدينة الواقعة في محافظة صلاح الدين" على مسافة 200 كيلومتر شمال بغداد، والقريبة من اكبر مصافي النفط في البلاد. وقال ضابط برتبة لواء في قيادة عمليات محافظة صلاح الدين إن "اربعة انتحاريين فجروا انفسهم، ثلاثة منهم يقودون شاحنات عسكرية لكنهم لم يستطيعوا اصابة أحد بأذى". واضاف في وقت لاحق أن "انتحارياً يقود صهريجاً عسكرياً فجّر نفسه على نقطة التفتيش التي كانت تضم آمر لواء (وهو ضابط برتبة لواء) في الشرطة الاتحادية، ما ادى الى مصرعه على الفور واصابة تسعة عناصر". ووقعت التفجيرات الاربعة في الحي الصناعي (جنوب)، اولى المناطق التي سيطرت عليها القوات العراقية اثر اقتحام بيجي نهاية الشهر الماضي. واكد محافظ صلاح الدين أحمد الكريم حصيلة التفجير. وقال إننا "نخوض حرباً وهناك خسائر، لكننا واثقون اننا سنقضي على داعش". وكان ضابط رفيع في قيادة عمليات صلاح الدين افاد "فرانس برس" في وقت سابق الجمعة بأن "قواتنا اكملت منتصف نهار اليوم السيطرة على جميع الاحياء الواقعة في جنوب وشرق وغرب بيجي، وباتت على بعد اقل من كيلومترين عن مصفى بيجي". واوضح أن القوات تسيطر حالياً "على اكثر من سبعين في المئة" من المدينة، مشيراً الى مواصلة عمليات "تطهير" مناطق في شمالها. واكد ضابط برتبة عميد في الجيش تحقيق "تقدم كبير" والسيطرة على القسم الاكبر من بيجي ورفع العلم العراقي فوق مبان مهمة بينها مديرية الشرطة. واقتحمت القوات المدينة في 31 تشرين الاول (اكتوبر)، وتمكنت من استعادة السيطرة على حييّن في جنوبالمدينة التي تضم العديد من المناطق المفتوحة والابنية المتباعدة. وتقع المدينة الى الشمال من تكريت (160 كلم شمال بغداد) كبرى مدن محافظة صلاح الدين التي تسيطر عليها "الدولة الاسلامية"، وعلى الطريق المؤدية الى مدينة الموصل، كبرى مدن شمال العراق واولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم خلال الهجوم الكاسح الذي شنه في حزيران (يونيو). ويمكن لاعادة السيطرة على بيجي أن تمهد الطريق للقوات العراقية لشن عملية عسكرية لاستعادة تكريت، وفك الطوق الذي يفرضه المسلحون على مصفاة بيجي التي تتعرض لهجمات متكررة من "الدولة الاسلامية".