اعلن قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي، امس، عن تحرير قضاء بيجي شمال تكريت بالكامل، من عصابات داعش الارهابية. وكانت القوات الامنية العراقية وافواج الحشد الشعبي تخوض منذ عدة ايام عملية عسكرية ضد عصابات داعش الارهابية في قضاء بيجي، وتمكنت من قتل العديد من الارهابين وتحرير مناطق تابعة للقضاء. وتقع بيجي على الطريق الرئيسية بين مدينة تكريت التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"، والموصل كبرى مدن شمال البلاد واولى المناطق التي سقطت في يد التنظيم في حزيران/يونيو. والى الشمال من المدينة، تقع مصفاة بيجي الاكبر في البلاد، والمحاصرة من قبل "الدولة الاسلامية". وتشكل السيطرة على بيجي احد ابرز النجاحات العسكرية في الحملة ضد التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق. وقال أحمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين حيث تقع بيجي "القوات العراقية تمكنت من استعادة السيطرة بالكامل على مدينة بيجي بعدما فر مسلحو داعش". واوضح الكريم ان العملية العسكرية التي انطلقت منذ اكثر من اربعة اسابيع، تشارك فيها قوات من الجيش والشرطة وابناء العشائر و"الحشد الشعبي"، في اشارة الى المجموعات المسلحة الموالية للحكومة. واكدت مصادر عسكرية سيطرة القوات الامنية على بيجي ومتابعة تقدمها شمالا لفك الحصار عن المصفاة التي لا تزال تحت سيطرة القوات العراقية، الا انها محاصرة من قبل "الدولة الاسلامية" وتتعرض لهجمات. وقال ضابط برتبة لواء في الجيش ان "القوات تتجه لتحرير مصفى بيجي وتقوم حاليا بتحرير قرية البوجواري الواقعة على الطريق" الى المصفاة. واكد رائد في قوات التدخل السريع التابعة للشرطة حدوث "اشتباكات متقطعة مع ارهابيين يتحصنون في مواقع داخل قرية البوجواري". وكانت المصفاة تنتج ما مجموعه 300 ألف برميل من النفط يومياً، وتغطي 50 بالمئة من حاجات العراق. وتوقف انتاج المصفاة منذ اشهر. واقتحمت القوات العراقية بيجي في 31 تشرين الاول/اكتوبر، واستعادت حيين في المدينة التي تضم العديد من المناطق المفتوحة والابنية المتباعدة، قبل ان تواصل تقدمها بشكل تدريجي خلال الايام الماضية. وواجهت القوات الامنية هجمات انتحارية وتفجير عبوات ناسفة. وامس، قالت مصادر عسكرية ان تفجيراً انتحارياً بشاحنة مفخخة استهدف جامعة تكريت حيث مقر قيادة للعمليات العسكرية، ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل. وتبنى تنظيم "الدولة الاسلامية" التفجير في بيان تداولته منتديات الكترونية. ونفذ التنظيم قبل ثلاثة اسابيع تفجيراً مماثلاً، مع بدء تقدم القوات العراقية باتجاه بيجي. كما ادى تفجير انتحاري تبناه التنظيم داخل مدينة بيجي الاسبوع الماضي، الى مقتل ضابط برتبة لواء في الشرطة. وتقع بيجي الى الشمال من تكريت (160 كلم شمال بغداد) كبرى مدن محافظة صلاح الدين التي تسيطر عليها "الدولة الاسلامية"، والتي حاولت القوات العراقية مرارا شن هجمات لاستعادتها، من دون نجاح يذكر. وتراجعت فرق عدة من الجيش العراقي امام الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم "الدولة الاسلامية" في حزيران/يونيو. الا ان القوات العراقية تمكنت في الاسابيع الماضية، مدعومة بضربات من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، ومجموعات مسلحة موالية لها، من تحسين ادائها على بعض الجبهات. على صعيد متصل كشفت مصادر مطلعة ل"الرياض"عن قيام الجيش العراقي المتمثل بقيادة عمليات دجلة - فرقة المشاة الآلية الخامسة بتطهير "سد العظيم" شمال بعقوبة من تنظيمات داعش الإرهابية وقتل أعداد كبيرة منهم وتدمير آلياتهم بمساندة القوة الجوية وقيادة طيران الجيش والحشد الشعبي وأبناء العشائر. وأشارت المصادر إلى أن قتلى داعش تجاوز الثلاثين ينتمون ل17 جنسية أجنبية وعربية بينهم أفراد يحملون أحزمة ناسفة وقد دمرت القوات العراقية أكثر من 16 مركبة لتنظيم الإرهابي بالإضافة إلى الكشف عن مخبأ كبير لتخزين الأسلحة وتصنيع المتفجرات. فيما بلغ حجم خسائر الجيش العراقي والحشد الشعبي قتيلين و14 جريحاً من عناصر الشرطة جراء انفحار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت موقعا عسكريا. وتعتبر مدينة"سد العظيم"موقعا إستراتيجيا يمثل أهمية بالغة في تأمين كميات المياه اللازمة لري المساحات المزروعة في حوض العظيم، وكذلك يستفاد منه في توليد الطاقة الكهربائية وتقع المدينة شمال بغداد حوالي 120 كلم وتربط مدينة كركوك بالعاصمة بغداد ويسكنها مئة ألف نسمة..