أكد الأمين العام للجنة السلامة المرورية الدكتور عبد الرحمن العبد العالي، عن صدور موافقة المقام السامي على «الخطة الوطنية للسلامة المرورية»، كاشفاً عن حزمة مشاريع «مهمة»، بموازنات كبيرة، سيتم تنفيذها خلال السنوات المقبلة، للحد من الحوادث المرورية في المملكة. منها 70 مشروعاً، بكلفة 26 بليون ريال، ستنفذ خلال ال10 سنوات المقبلة. واعتبر العبد العالي، معدل وفيات الحوادث المرورية في المملكة، «من أعلى المعدلات في العالم». وقال: «إن المملكة تحتل مرتبة متقدمة في هذا الجانب»، واصفاً هذا الترتيب ب «الأسوأ» في المراتب العالمية. وعزاه إلى أسباب عدة، أهمها «محدودية إمكانات الجهات المعنية، وعدم وجود التنسيق بينها، إضافة إلى عدم وجود «خريطة طريق» للتصدي للحوادث المرورية»، لافتاً إلى أن «40 في المئة من أسرَّة المستشفيات مخصصة لمعالجة مصابي الحوادث المرورية». ورداً على سؤال ل«الحياة»، حول عدم وجود خطة واضحة، للحد من هذه الحوادث قال العبد العالي، الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام للمجلس العلمي في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: «إن المقام السامي وافق قبل أسبوعين، على الخطة الوطنية لاستراتيجية السلامة المرورية في المملكة، التي استغرق إعدادها نحو 3 سنوات»، موضحاً أنها تتضمن «تنفيذ 70 مشروعاً، بكلفة 26 بليون ريال. سيتم تنفيذها خلال ال10 سنوات المقبلة. وتشارك فيها جميع الجهات المعنية بالسلامة المرورية، وكذلك القطاع الخاص»، لافتاً إلى أنها ستسهم في خفض الحوادث المرورية. وذكر أن هذه المشاريع «الضخمة»، تتضمن «مشاريع وقائية وعلاجية وتنفيذية، منها إعادة هيكلة المهمات المرورية، بحيث تسند بعضها إلى وزارة النقل، وهيئة المواصفات والمقاييس، والجامعات، إضافة إلى مشاريع تتعلق بتأهيل وعلاج مصابي الحوادث، من خلال استحداث أقسام في جميع المستشفيات والجامعات، وتأهيل الكوادر لعلاجهم، إضافة إلى إدخال النظام الإلكتروني، والتحكم المروري، والتقنية، وإنشاء محاكم متخصصة»، لافتاً إلى أن هذه المشاريع تم درسها ووضعها من قبل خبراء مختصين في السلامة المرورية. بدوره، أقرّ مدير الإدارة العامة للسلامة المرورية الدكتور العميد علي الرشيدي، بوجود «ضعف» في مجال التوعية والتثقيف. وقال: «إن الإدارة تسعى لإيجاد برامج نوعية جديدة في مجال التوعية». بيد أنه أكد على ضرورة «إنشاء جمعيات أهلية للثقافة المرورية في المملكة»، موضحاً أن «أعداد المركبات تزداد بشكل سنوي، ففي كل سنة تسجل نصف مليون سيارة». ولفت الرشيدي، إلى أن «عدد المركبات الآن، يصل إلى 9600 مليون مركبة. وهذا رقم كبير، ويحتاج إلى برامج توعوية وثقافية جديدة، وبخاصة أن معدل الوفيات يزداد مع زيادة أعداد المركبات»، مؤكداً أن اللجنة قامت ضمن أنشطتها في ملتقى السلامة المرورية الأول، الذي عقد العام الماضي، بتدريب أكثر من 150 متدربة على أنظمة السلامة المرورية، معتبراً المرأة هي «السائق المبطن، ولها تأثير كبير في تثقيف السائق». من جهته، كشف مدير برنامج السلامة المرورية في شركة «أرامكو السعودية» المهندس سلطان الزهراني، عن إنشاء حدائق دائمة للسلامة المرورية في مدينة الدمام، وأنه سيتم إقامتها في متنزه الملك فهد، إضافة إلى إقامة حديقة أخرى في محافظة الأحساء. وعقد اجتماعاً مع أمين الأحساء، لتخصيص أرض، لإقامة الحديقة عليها، ورحبت الأمانة بالفكرة التي سيتم تخصيصها خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أنه تم «إنشاء حديقة مصغرة في مجمع الراشد، وسيتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة». بدوره، أوضح مدير جامعة الدمام الدكتور عبدالله الربيش، أن توصيات «ملتقى السلامة المرورية الأول» تم ترجمة بعضها على أرض الواقع، من خلال استحداث برنامج أكاديمي في الجامعة، وهو قسم هندسة النقل والطرق في الجامعة، وسيتم قبول أول دفعة العام المقبل، إضافة إلى أنه تم عرض برنامج الخدمات الطبية الطارئة على مجلس التعليم العالي لإقراره.