عبدالله الغذامي: حرية الرأي حق للجميع لم أتابع كل ما كتب في «تويتر» بين السيف والدريس، ولكنني مؤمن بأن حرية الرأي والتعبير حق للجميع، فمن حق السيف أن يتناول أمراً متاحاً للجميع، ومن حق زياد الدريس الرد بأي شكل يناسبه، ولكن ما ينبغي هو التحلي بالنبل وأخلاق الحوار بين المثقفين وألا تصل الأمور إلى تبادل الإساءات والشخصنة. شتيوي الغيثي: تصنيف آيديولوجي في الفترة الأخيرة عادت محاولات التصنيف الآيديولوجي إلى الساحة على رغم خفوتها النسبي، فرضتها أحداث المنطقة الأخيرة في الصراع الدائر بين (بعض) الليبراليين الذين أيدوا العسكر في انقلابهم والإسلاميين في مصر الأمر، الذي ألقى بظلاله على الخليج بعمومه والسعودية تحديداً، ونبش ماضي الناس أحد أهم العمليات التي يراد منها تصنيف الناس. إضافة إلى أن مسألة المراجعات الفكرية الصريحة من الإسلاميين تكاد تكون ضئيلة وإن حصلت فهي بلا اعتراف حقيقي، بغض النظر عما حصل بين السيف والدريس إلا أنه يفتح الأمر على مسألة انحسار الحوار الذي كنا نتبجح به في السعودية منذ حوالي 10 أعوام. الحوار من غير نقد للذات الثقافية أو الإسلاموية (الأفكار الآيديولوجية في شكل عام) فإن عمليات الحوار ليست إلا نقداً متبادلاً، وعلينا ألا نخجل أو نخاف من هذا النقد وبخاصة إذا ما كنا أمام عمليات مراجعة حقيقية. أمر آخر وهو أنني أشك أصلاً في مسألة التعايش بين المثقفين أو الإسلاميين، وما حصل من تقارب قديماً لم يكن إلا عملية سياسية ممنهجة تهدف إلى أمر وربما تكون بعيدة المدى، لكن في الحقيقة تبقى المكارثية التصنيفية في الداخل. قاسم الرويس: لا حوار وطنياً حقيقياً إلا في «تويتر» الحوار مطلب أساس لتبادل الخبرات والثقافات ومعرفة المواقف، وأخيراً حقق «تويتر» هذا الأمر لنا جميعاً، وانهارت أمامه مشاريع الحوار الوطني وحوار الأديان والحضارات لأنه مباشر، ويأتي طبيعياً ونتيجة حتمية للصراعات الثقافية كلها، وبخاصة في ظل غياب الحرية الإعلامية وحرية الرأي، وحدثت هذه المعارك الحوارية كثيراً في تاريخنا الثقافي والعربي بين العقاد وطه حسين، ومع حمزة شحاته، وبين الدريس الأب وابن خميس، وشواهد كثيرة، وكان بإمكان زياد الدريس إن لم يعجبه الطرح ألا يبادر بالرد ويتجاهل الأمر لينتهي، ولكن الطرفين تبادلا الحوار كثيراً، وأجد أن من المهم لأي مثقف أن يكون تاريخه متاحاً للجميع، وكثيرون مروا بتحولات فكرية وثقافية في مراحل معينة، فلماذا نخجل منها إن كانت انتهت، كما أنه على من يبدأ النقاش والمحاورة أن يحترم حق الآخر بالرد وأن يكون موضوعياً وحيادياً ويبتعد عن أي مواطن استفزاز مسيئة لغيره. محمد العمر: مناظرات فكرية بعض الأحيان نحتاج إلى ما نسميه بالمناظرات الفكرية على المستوى الثقافي والديني، وحتى الفني بشرط أن تكون خالية من التجريح المباشر أو على أقل تقدير مناظرات نخرج منها بعلاج ناجع لعقولنا، لذا فمن المهم أن نبتعد عن الشخصنة أو تصفية الحسابات، وإلا فإن المخرجات ستكون رديئة لا ترتقي لأن يضع المتلقي النقاط على الحروف وبذلك يكون الأمر برمته مثل الغثاء عديم الفائدة. ما يحدث في وسائل التواصل الاجتماعي على طريقة المكاشفات بين أقطاب ثقافية وأشباهها، قد تكون أقرب لسدل الستار عن حقيقة أحدهم، إما لكونه متلون التوجه أو صاحب فكر مُختلف عليه وإما باحث عن مصالح خاصة بامتطاء الأكتاف، فهنا من الواجب أن تكون المكاشفات والمناظرات مبنية على دلائل وحقائق، فإما أن يتم الاعتراف بها أو ردها أو أن توضّح ملابساتها. خالد العوض: شفافية اللحظة الراهنة «ليست محاكم تفتيش أو مكارثية جديدة بقدر ما هي شفافية اللحظة الراهنة التي يعيشها الوطن العربي ونقلتها تقنيات الاتصال الشيطانية التي قرّبت بين المتخاصمين إلى الدرجة التي يتبادل فيها المتخاصمون السباب والشتائم على الهواء مباشرة وهم يعيشون في قارات مختلفة. كشفت الثورات العربية وخاصة المصرية والسورية منها عن هشاشة الفكر الذي يستند إليه المثقف العربي في شكل عام وفضحتهم أمام الرأي العام إلى الدرجة التي يمكن أن ترى المثقف العربي فيها يتوارى عن القوم من سوء ما يواجهه من أسئلة مريرة تعصف بهويته». لا يتعلق الأمر هنا عن حال حوار منفردة بين زياد الدريس ومحمد السيف وتوجهاتهما الفكرية القديمة والحديثة، بل يتعداهما إلى أزمة أخرى تعصف بالوطن العربي كله وتياراته المتناقضة التي يعيش بعضها على أنقاض بعض. فهد اليحيا: مراجعة الماضي في نظري مراجعة الماضي - من دون التوقف عنده - ضرورة للتعلم منه و«محاولة» عدم تكرار أخطائه، ناهيك أنها جزء من تجربة الفرد وخبرته، وجزء من الحراك الاجتماعي الثقافي العام. والفترة الماضية بحاجة إلى درس وافٍ من دون تجريم أو تخوين ولكن إلى التوثيق والتحرز من الوقوع في الخطأ ذاته مرة أخرى لأن تلك الفترة مرتبطة في شكل أو آخر بظهور أشكال التكفير والإرهاب. وللأسف لا نملك - على وجه العموم - ثقافة المراجعة ولا شجاعة الاعتراف بالأخطاء ولذا يعتري الفرد القلق عندما يذكره آخر بمواقفه الماضية فيجنح إلى المكابرة بدلاً من الاعتراف ببساطة. وربما ألمت به «البارانويا» فظنها جزءاً من مؤامرة تستهدفه. كثير من رموز الصحوة وقوادها ومنظريها هنا غيروا الكثير من أفكارهم واستحدثوا مصطلح الوسطية وتبنوا مفاهيم كانوا يعادونها قبل 20 عاماً، لكن واحداً منهم أو اثنين ممن أعلنوا براءتهم من أفكارهم السابقة. ياسر العمرو: «كل واحد يفهمها زي ما يبي»! مشهد الماضي والحاضر يقول: حق السؤال والتساؤل مشروع، ومن يتعامل مع الأسئلة باعتبارها حبل المشنقة، فلديه أزمة في الفهم وقبلها «كاد المريب أن يقول خذوني»! وحده المتصالح مع ذاته لا يجد حرجاً مع جمع المتسائلين أو المتصيدين أو حتى ذوي الإفك والبهتان، والمتأزم هو وحده الذي يضيق ذرعاً من أي طارق للسؤال، على رغم قناعته بأن حيل الهرب أصبحت مكشوفة. ما قيل في الهواء الطلق وإن اختلف الزمان والمكان يبقى حرزاً مشاعاً ما لم يطرأ عليه استدراك: يوضح أو يعلل أو يتراجع. الباحث أياً كان وصفه يتعامل مع مقدمات تقوده إلى النتيجة. وبغض النظر عن السجالات وتداعياتها، يبقى البعد الأخلاقي هو المحرك الرئيس في قراءة مآلات السجال... بعيداً عن الشخصنة واجتزاء النصوص من سياقها العام.