توقع مستثمرون في قطاع حملات الحج والعمرة تراجع إيراداتهم في موسم حج هذا العام بأكثر من 50 في المئة، مع خفض أعداد حجاج الداخل بنسبة 50 في المئة، بسبب أعمال التوسعة في المسجد الحرام، مشيرين إلى أن نحو 80 شركة وحملة للحج اتفقت على ميثاق شرف بعدم زيادة أسعار الحج على 10 آلاف ريال للحاج الواحد. وأوضحوا في حديثهم إلى «الحياة» أن خفض عدد الحجاج دفع شركات الحج والعمرة إلى وقف العمل في 400 فرع لها في مناطق المملكة، واكتفائها بالعمل من المراكز الرئيسة، علاوة على تقليص حجم العمالة لديها. وقال عضو اللجنة الوطنية للحج والعمرة في مجلس الغرف السعودية سعد القرشي إن «خفض نسبة حجاج الداخل بنحو 50 في المئة سيكون له تأثير كبير في إيرادات الحملات، وهو ما سيتسبب في تراجع بنسبة خفض أعداد الحجاج»، مشيراً إلى أن المصلحة العامة المتمثلة في توسعة الحرم الشريف هي الأساس الذي يجب التعاون في تحقيقه، خصوصاً أنه تم تبليغنا بذلك من شهر شعبان الماضي. وأشار إلى أن حملات وشركات الحج والعمرة أوقفت العمل في أكثر من 400 فرع تابع لها، وتعمل من مكاتبها الرئيسة، كما قلصت مصروفاتها وعدد العاملين لديها، بسبب توقعات بتراجع الإيرادات، خصوصاً أنه تم عمل ميثاق شرف بين حوالى 80 شركة وحملة للحج والعمرة بعدم زيادة الأسعار على 10 آلاف ريال، ويتوقف السعر على الموقع والخدمات المقدمة. وأكد القرشي حديثه إلى «الحياة» أن عدد حجاج الداخل هذا العام لن يتجاوز 104 آلاف حاج، وهو ما يعني أن عدد حجاج كل حملة أو شركة لن يتجاوز 1000 حاج، بحسب طاقة كل حملة، معتبراً أن الرسوم المحددة للمواقع في المشاعر ثابتة ولا تتغير، وهو ما يعني أنه لن يكون لها تأثير في الحملات. من جهته، وصف المسؤول في إحدى حملات الحج خالد كريشان الإقبال على الحج هذا العام بأنه محدود حتى الآن، ومن المتوقع أن يزداد الإقبال بعد تحديد مواقع الحملات في المشاعر، مشيراً إلى أن شركته سيكون سكن حجاجها في الأبراج الموجودة في منى. واتفق كريشان مع القرشي على أن خفض عدد حجاج الداخل سيكون له تأثير في إيرادات الشركات، وقال إنه من المتوقع أن يصل التراجع إلى 50 في المئة، مشيراً إلى أن الكثير من الحملات لم تسجل حجاجاً حتى الآن بسبب عدم تحديد مواقعها في المشاعر، معتبراً أن تأخر تسليم المواقع من العقبات التي تعترض حملات الحج سنوياً. وذكر أن الطاقة الاستيعابية لشركته وفق ترخيصها يبلغ 3500 حاج، إلا أن خفض عدد حجاج الداخل بنسبة 50 في المئة سيخفض عددها إلى 1750 حاجاً، متوقعاً ألا تستكمل شركته حصتها بسبب ضعف الإقبال حتى الآن. وحول أسعار الحج هذا العم، قال كريشان: «الأسعار لدينا تراوح بين 12800 و14500 ريال للفرد الواحد، تشمل جميع الخدمات بدرجة فندقية عالية». أما مدير فروع إحدى حملات الحج والعمرة وليد الشويعي فرجح أن تتراجع الإيرادات لكل الشركات مع تقليص عدد حجاج الداخل بنسبة 50 في المئة، وهو ما سيكون له تأثير في عمل الشركات، مشيراً إلى أن تأخر تسليم مواقع الحملات في المشاعر المقدسة أثر كثيراً في خطط وعمل تلك الشركات، إذ إن تحديد السعر مرتبط بذلك. وشدد على وجود إقبال جيد من المقيمين لأداء الحج هذا العام، مشيراً إلى أن سعر الفرد الواحد كان يراوح العام الماضي بين 8 و9 آلاف ريال، وسيتم تحديد الأسعار هذا العام بناءً على المواقع، متوقعاً أن يرتفع الإقبال على الحج خلال الأيام المقبلة، خصوصاً أن الكثيرين يتوقعون أن يكون حج هذا العام سهلاً بسبب خفض عدد حجاج الخارج والداخل. وكان وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، أكد أن هناك خطوات إيجابية من مؤسسات وشركات حجاج الداخل والوزارة للالتزام بعدم رفع الأسعار في حملات حجاج الداخل لحج هذا العام، وأشار إلى أن المجلس التنسيقي في اجتماعات مستمرة، وأن تفويج الحجاج هذا العام سيتم من المساكن إلى المسجد الحرام والحرم النبوي، وسيشمل جميع المراحل وسيكون بشكل أسهل، وبخاصة أن عدد الحجاج هذه السنة انخفض بنسبة 20 في المئة بالنسبة إلى حجاج الخارج، و50 في المئة بالنسبة لحجاج الداخل.