تباينت آراء مستثمرين في قطاع شركات الحج والعمرة للداخل ومؤسساتهما حول أسعار الحج لهذا العام، بين من رأى أن لا مؤشرات الى زيادة في الأسعار، ومن رجح ارتفاعاً تتفاوت نسبته بين 25 في المئة و30، لتعوض الشركات خسائر منيت بها في موسم الحج الماضي الذي تأثر بمرض أنفلونزا الخنازير، اضافة الى طرح وزارة الحج برنامج الحج المخفض. وقال مدير شركة «حملة الإحسان» عبدالله الغامدي في تصريح إلى «الحياة»: « سيشهد حج هذا العام إقبالاً كبيراً من حجاج الداخل، ويعكس ذلك موسم العمرة هذا العام الذي شهد ازدحاماً كبيراً، سواء من الداخل أو الخارج»، مرجّحاً أن «ترتفع رسوم الحج في الحملات بنسبة تتفاوت بين 25 و30 في المئة، نتيجة للخسائر التي تعرض لها نحو 85 في المئة من الشركات العام الماضي، بسبب مرض أنفلونزا الخنازير وطرح وزارة الحج برنامج الحج المخفض». وعزا الغامدي الارتفاعات المتوقعة إلى «عدد من المعطيات أهمها الرسوم المتعددة للكثير من الخدمات من خيام وقطارات هذا العام، وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من الرسوم الأخرى»، لافتاً إلى أن «برنامج الحج المخفض كان له تأثير كبير على إيرادات شركات الحج». وأكد «التنافس بين الشركات من حيث الخدمات والأسعار، وهذا يعود على المستفيد بالفائدة»، متوقعاً أن «تكون هناك عروض جيدة من الحملات تستفيد منها الفئات المختلفة من حجاج الداخل». ونفى أن «تكون وزارة الحج تفرض رسوماً محددة للحملات، بل الأمر متروك للعرض والطلب». وقال نائب رئيس شركة «الإتقان للحج والعمرة» عبدالرحمن السراج: «خصصت المواقع لمعظم شركات حجاج الداخل ومؤسساتهم في منى، وسيشهد حج هذا العام دخول قطار المشاعر الخدمة، ما سيكون له أثر إيجابي في نقل الحجاج»، موضحاً أن «وزراة الحج ستعقد اجتماعاً مع مسؤولي الشركات لشرح الخطة التي سيعمل القطار من خلالها». ورجح أن «تكون الأسعار ثابتة مثل العام الماضي، إذ لا مؤشرات على ارتفاعات معينة في ظل برنامج الحج المخفض الذي يتوقع انضمام عدد كبير من الشركات إليه»، لافتاً إلى أن «الوزارة تدعو دائماً إلى عدم المغالاة في الأسعار وعدم طرح برامج حج خاصة بأسعار عالية لما لذلك من تأثير على سوق الحج والعمرة». ولفت السراج إلى أن «المؤشرات تؤكد أن الأسعار ستتفاوت بين 1900 ريال (506 دولارات) و8 آلاف ريال (2,133 دولار) للفرد بحسب الفئة ووضع كل شركة وخدماتها، موضحاً أن «رسوم الوزارة على المواقع لم تتغير وهي باقية مثل الأعوام الماضية». وأكد أن «عدد شركات ومؤسسات حجاج الداخل المسجلين لدى الوزارة يبلغ نحو 234 يشهد كلها تنافساً كبيراً، خصوصاً في ظل الآلية التي تقوّم بها الوزارة تلك الشركات». يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الحج عبر الإدارة العامة لشؤون حجاج الداخل، عن تدشينها برنامج «حج منخفض» الكلفة للمواطنين والمقيمين ممن يرغبون في أداء فريضة الحج في موسم العام الحالي، من ذوي الدخل المحدود، للمرة الثانية، إذ تتراوح أسعار الحملات بين 1900 ريال (506 دولارات) و3900 ريال (1040 دولاراً) بحسب فئة الحملة. وأكدت إدارة شؤون حجاج الداخل سعيها إلى توفير السكن والمواصلات والإعاشة في هذه الحملات، وذلك بالتنقل في كل المشاعر بناقلات ركاب مكيفة، إضافة إلى السكن في منى وعرفات في الخيام المطورة بالنسبة إلى منى، والخيام العادية بالنسبة إلى عرفات، وتأمين فرش في مزدلفة، وتأمين دورات مياه، مشيرة إلى أن الإعاشة ستؤمن لجميع الحجاج في هذه الحملات المخفضة. وكانت دراسة تقديرية أعدها رجل الأعمال السعودي علي الناقور (أحد المتخصصين السعوديين باقتصادات الحج والعمرة) أوضحت أن حجم العوائد خلال عام 2007 بلغت نحو 36 بليون ريال (9.6 بليون دولار)، منها 16 بليون ريال (4.26 بليون دولار) لقطاع الحج، و20 بليوناً (5.33 بليون دولار) للعمرة.