أطلق الخلاف على الجلسة النيابية التشريعية التي تأجلت أمس للمرة الخامسة، سجالاً عنيفاً بين كتلتي «المستقبل» و«التنمية والتحرير» النيابيتين، وتحديداً بين النائبين أحمد فتفت الذي ينتمي إلى الأولى وعلي بزي المنتمي إلى الثانية، واللذين تبادلا الاتهامات. وكان الخلاف على قانونية جدول أعمال الجلسة المحددة أمس، بين كتل نيابية تعتبر أنه لا يجوز التوسع في التشريع في ظل حكومة مستقيلة، ورئيس البرلمان نبيه بري الذي يؤكد قانونية جدول الأعمال، خصوصاً أنه أبلغ هيئة مكتب المجلس به (35 بنداً) أدى مجدداً إلى مقاطعة كتل «المستقبل»، «القوات اللبنانية» والنواب المسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار، إضافة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وكذلك معظم نواب «التيار الوطني الحر»، فيما حضر نواب «8 آذار». وأجّل بري الجلسة نظراً إلى فقدان النصاب إلى 23 الشهر المقبل، ويفترض أن تسبقها جلسة لانتخاب هيئة المكتب ورؤساء اللجان النيابية ومقرريها وفق الدستور. وكان ميقاتي اعتبر أن التشريع في ظل حكومة مستقيلة يجب أن يقتصر على الضروري ولا يشمل مواضيع تتطلب وجود حكومة أصيلة وأيدته في ذلك «المستقبل» وحلفاؤها. وعكس كل ذلك صراعاً على تنازع الصلاحيات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في ظل الانقسام السياسي الحاصل في البلاد واستمرار الفراغ الحكومي. وقال فتفت قبل الجلسة إن إصرار بري على الدعوة إليها «ليس تصرف رجل دولة»، معتبراً تبريراته خاطئة. ورفض «التشريع الفضفاض»، مشيراً إلى أن بري كان قال إن ميقاتي موافق على جدول الأعمال ثم تبين أنه غير موافق. وطالب بعقد اجتماع جديد لمكتب البرلمان لبت جدول الأعمال. وإثر تأجيل الجلسة عقد بزي مؤتمراً صحافياً تلا فيه بياناً مكتوباً رأى فيه أن «الاتهام بالفضفضة لعبة ليست بقياس فتفت ولا كل الفتافيت الصغار التي تدار من أسيادهم». وتحدث عن «صبية المستقبل» قائلاً: «كفى تهريجاً وخفة». واعتبر أن «مقاطعتهم الجلسة دليل على العقم والحقد». ورد فتفت عليه بأن «أسلوبه ميليشيوي وشتّام حين لا يجد رداً سياسياً، ولا أستعمل هذا الأسلوب المتدني». ورد بزي على الرد قائلاً: «ما يسميه ميليشيات لم تقدم الشاي للعدو الإسرائيلي». وأيد نقولا فتوش قانونية دعوة بري إلى الجلسة مؤكداً أنه لا يجوز للنائب أن يتغيب عن أكثر من جلستين وإلا يعتبر مستقيلاً إذا تغيب في الجلسة الثالثة من دون عذر. ودعا إلى حضور الجلسات وطرح الأمور المتعلقة بجدول الأعمال. وقال: «يقاطعون إلى أن تأتيهم الإشارة بالحضور». وشكر بري على تطبيقه الدستور. يذكر أن فتفت قال إن مقاطعة الجلسة لا علاقة لها بمبادرة بري الداعية إلى الحوار.