أصيب 4 عمال بإصابات مختلفة في حريق شب ظهر أمس، في شركة الغاز الأهلية غرب مدينة الدمام، نتج منه احتراق وحدة كاملة لتعبئة أسطوانات الغاز. فيما نجحت فرق الدفاع المدني في السيطرة على الحريق ومنع انتشار الغاز من المصنع الذي صدر قرار بنقله إلى خارج النطاق العمراني، ودخل القرار حيز التنفيذ قبل 5 أشهر. إلا أن المصنع لا يزال على مرمى حجر من بيوت ضاحية الملك فهد. وأعادت هذه الحادثة المطالبات بفتح ملف نقل شركة الغاز إلى خارج النطاق العمراني، ولكن يبدو أنها «دخلت نفقاً مظلماً»، وبخاصة بعد انتهاء المدة الزمنية التي حددها أمير المنطقة الشرقية السابق. وقال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد على القحطاني، في تصريح صحافي أمس: «إن غرفة العمليات الرئيسة تلقت ظهر اليوم (أمس)، بلاغاً يفيد بنشوب حريق في شركة الغاز والتصنيع الأهلية في الدمام. واتضح بعد مباشرة فرق الإطفاء والإنقاذ موقع الحادثة، أن الحريق شب في صالة رقم 2 التي تقدر مساحتها بنحو 400 متر مربع، وتحوي الدائرة الرابعة لتعبئة أسطوانات الغاز»، مشيراً إلى أنه تم «إغلاق مصدر الغاز وإخماد الحريق». وذكر القحطاني، أنه «نتج من الحادثة احتراق شبه كلي لمحتويات الدائرة التي يبلغ قطرها 8 أمتار، وتحوي 23 وحدة ميزان لتعبئة الأسطوانات. كما نتج منها إصابة 4 عمال بإصابات مختلفة، تم نقلهم إلى برج الدمام الطبي لتلقي العلاج اللازم. فيما لا يزال التحقيق جارياً لمعرفة مسببات الحادثة»، لافتاً إلى مشاركة 5 فرق إطفاء وإنقاذ. وتأتي هذه الحادثة بعد أشهر من دخول قرار نقل شركة الغاز إلى خارج النطاق العمراني، إلا أن القرار الذي اتخذه أمير المنطقة الشرقية السابق الأمير محمد بن فهد، دخل «مربع التعثر»، وبخاصة بعد تصريح أدلى به مدير الدفاع المدني في الشرقية اللواء عبدالله الخشمان، قبل نحو أسبوعين من انتهاء المدة الزمنية المحددة لنقل محطة الغاز، والذي ألمح إلى عدم إمكان تطبيق القرار، ما سبب «صدمة» لسكان غرب الدمام، الذين استبشروا خيراً بقرب تنفيذ القرار الذي انتظروه «طويلاً» بعد أن شكل وجود المحطة بالقرب من منازلهم، «مصدرَ إزعاجٍ» و«خطراً» عليهم، وبخاصة مع تزايد حوادث الغاز التي وقعت أخيراً. وأشار الخشمان، إلى أن سبب عدم نقل مقر الشركة إلى خارج النطاق العمراني للدمام، يعود إلى «عدم توافر أرض بديلة للشركة من طريق أمانة الشرقية، لأن معظم أراضي المنطقة هي امتيازات لشركة «أرامكو السعودية»، فلابد من أخذ الإذن حول أي موقع تقترحه الأمانة للشركة. وأشار إلى تنسيق بين شركة الغاز، وأمانة الشرقية، و«أرامكو السعودية» حول النقل. وتبعد محطة الغاز نحو 300 متر عن الأحياء السكنية غرب مدينة الدمام، وتنتج المحطة 40 ألف أسطوانة غاز يومياً. وأنشئت قبل نحو 40 سنة في الموقع الذي كان حينها بعيداً عن النطاق العمراني، إلا أن الزحف السكني غرباً جعلها قريبة من المساكن، ما ينذر بكارثة في حال حدوث تسرّب غاز.