بعد احتجاجات ليلية ضد الحكومة التركية، تدخلت الشرطة في عدد من المدن أمس، واستخدمت قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرات جديدة. وتأتي الاضطرابات الجديدة قبل ستة شهور فقط من انتخابات محلية تعتبر بداية سلسلة عمليات اقتراع تتضمن أيضاً انتخابات رئاسية مقررة في آب (أغسطس) 2014، ويتوقع أن يترشح فيها أردوغان إلى جانب انتخابات برلمانية مقررة عام 2015. وتحركت وحدات مكافحة الشغب في إسطنبول، بعدما نصب متظاهرون حواجز وأضرموا فيها النيران في حي قاضيكوي الذي يعتبر معقلاً للمعارضة على الضفة الآسيوية لمضيق البوسفور. واندلعت مواجهات خلال إحياء حفلات موسيقية في الهواء الطلق نظمت للمطالبة «بالعدل والحرية والسلام»، وشارك فيها آلاف من سكان المنطقة، ما أدى إلى توقيف الشرطة عشرات الأشخاص بينهم صحافي. كما حصلت صدامات في حي بضواحي أنقرة. وجرت اشتباكات متقطعة حتى وقت متأخر ليلاً بين متظاهرين والشرطة في أنطاكيا (جنوب)، حيث أحيا حشد ذكرى مرور أسبوع على مقتل احمد أتاكان، الشاب في ال 22 من العمر المتحدر من المدينة، خلال صدامات مع الشرطة. وتقول عائلة الشاب إنه «قتل بقنبلة أطلقتها الشرطة، وهو ما ينفيه وزير الداخلية معمر غولر. وأعادت وفاة أتاكان إحياء التوتر في أنحاء تركيا، بعد ثلاثة اشهر على احتجاجات غير مسبوقة ضد الحكومة هزت البلاد في حزيران (يونيو)، وأدت إلى مقتل 6 أشخاص على الأقل وجرح اكثر من 8 آلاف شخص. وشكلت احتجاجات الصيف إحدى أكبر التحديات أمام حكم رجب طيب أردوغان منذ وصول حزب «العدالة والتنمية» ذي الجذور الإسلامية إلى الحكم قبل عقد من الزمن.