عاود أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي تنظيم مسيرات تستهدف قطع الطرق المحورية في القاهرة خلال فعاليات تظاهرات «ليلة القدر» أمس، فيما اندلعت اشتباكات بين مجموعات من مؤيدي مرسي وبين أقباط في محافظتي المنياوسوهاج في صعيد مصر، جرُح فيها العشرات وتم الاعتداء خلالها على ممتلكات مسيحيين وكنائس. وتكررت دعوة السلطات المعتصمين في «رابعة العدوية» في شرق القاهرة و»النهضة» في الجيزة إلى «نبذ العنف». ودعا مجلس الدفاع الوطني بعد مجلس الوزراء ووزارة الداخلية المعتصمين المؤيدين لمرسي إلى «العودة إلى الصف الوطني والالتحاق بخريطة المستقبل مع بقية أبناء الوطن». وكان المجلس عقد اجتماعاً ترأسه رئيس الجمهورية الموقت عدلي منصور مساء أول من أمس للبحث في «تفعيل قرارات الحكومة في شأن استعادة الأمن والاستقرار في المجتمع والتعامل مع الخروق والتهديدات الأمنية الصادرة عن تجمعي رابعة العدوية والنهضة وما يسفران عنها من تداعيات تهدد السلم المجتمعي والأمن القومي». وقال المجلس في بيان إنه «قرر دعم الحكومة في كل الخطوات والإجراءات التي بدأت في اتخاذها بالفعل في إطار فرض الأمن على ربوع الوطن ومجابهة التهديدات والخروق الأمنية الصادرة عن هذين التجمعين بما يتفق مع صحيح القانون ويحترم حقوق الإنسان». وأكد أن دعمه الكامل لجهود الحكومة «لا يحول دون إعطاء الفرصة للجهود والوساطات والمفاوضات كافة التي يمكن أن تؤدي إلى تجنيب الوطن المخاطر الصادرة عن هذين التجمعين وتحافظ على أرواح المواطنين أياً كانت انتماءاتهم وتحقن دماءهم طالما أن ذلك يتم في مدى زمني محدد ومحدود ولا يفتئت على القانون والحق العام». وأكد المجلس المضي قدماً وبكل الإصرار الواجب والالتزام تجاه أبناء الوطن في تحقيق النتائج المرجوة من «خريطة المستقبل» سياسياً واقتصادياً واجتماعياً «مع عدم السماح لأي معوقات أياً كان مصدرها بأن تنال من عزم المصريين أو خطواتهم نحو مستقبلهم المستحق». وكان أنصار مرسي قطعوا أمس طريق صلاح سالم الرئيس القريب من مقر اعتصامهم، ما سبب ارتباكاً مرورياً شل العاصمة وأثر في حركة الطيران في مطار القاهرة الجوي بسبب عدم قدرة الركاب على اللحاق بطائراتهم. وناشد مجلس الوزراء المواطنين الالتزام بسلمية التظاهرات وعدم قطع الطرق أو تعطيل مصالح المواطنين «لما يترتب على ذلك من مخالفات صريحة للقانون». وقال في بيان إن «وزارة الداخلية تتخذ الإجراءات كافة لإعادة حركة المرور على طريق صلاح سالم». لكن المتظاهرين انصرفوا من دون مواجهات مع الشرطة، وتوجهوا إلى طريق النصر المؤدي إلى اعتصام «رابعة العدوية»، وقطعوه ساعات قبل أن يتوجهوا ناحية الاعتصام. كما تظاهر مئات من أنصار مرسي في منطقة «الألف مسكن» التي سبق أن شهدت اشتباكات مع معارضيه جرح فيها العشرات، قبل أن ينصرفوا إلى «رابعة العدوية». وقطع مئات من أنصار مرسي أيضاً طريقاً في الإسكندرية شمال مصر، هو طريق «قناة السويس» الذي يعد مدخلاً رئيساً للمدنية، ما أحدث ارتباكاً شديداً في حركة المرور. وأمرت النيابة العامة بحبس 36 متهماً من أنصار مرسي 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات لاتهامهم بمحاولة اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي يوم الجمعة الماضي وإتلاف عدد من المنشآت والمعدات التابعة لها والاشتباك مع قوات الأمن. من جهة أخرى، شهدت محافظتا المنياوسوهاج اشتباكات بين أنصار مرسي وأقباط جرح فيها العشرات. ففي سوهاج، تظاهر مئات من أنصار مرسي أمام الكنيسة الكبرى في المحافظة ورددوا هتافات: «إسلامية رغم أنف العلمانية»، كما انتقدوا بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني. وحاصر مئات من أنصار مرسي كنيسة أخرى في مدينة جرجا التابعة لمحافظة سوهاج التي طوقتها قوات الشرطة خشية الاعتداء عليها. وتعدى أنصار مرسي على منازل يمتلكها مسيحيون في قرية في مركز المراغة، ما سبب أعمال عنف ومواجهات سيطرت عليها قوات الشرطة. وفي محافظة المنيا، جُرح 15 شخصاً بينهم ضابط في الشرطة في اشتباكات بين مسلمين وأقباط اندلعت بسبب خلاف بين رجلين في قرية «بني أحمد الشرقية» واتخذت بعداً طائفياً. وتسببت إشاعة عن حرق مسيحيين مسجداً في القرية بانتقال المواجهات إلى قرى أخرى مجاورة فضلاً عن حشد مسلمين من القرى المجاورة أنصارهم ومحاولة الهجوم على المسيحيين في قرية «بني أحمد الشرقية». لكن قوات الشرطة منعتهم. وروى شهود عيان أن مسلمين تجمهروا عند مدخل القرية لمهاجمة الأقباط رددوا هتافات ضد الشرطة والقوات المسلحة ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، ما يشير إلى أن أنصار مرسي استغلوا تلك الواقعة سياسياً. وأسفرت المواجهات عن تحطيم منازل وسيارات ومحال يمتلكها أقباط في قريتي بني أحمد الشرقية والغربية. ومنعت كنيسة واحدة على الأقل في المنطقة من إقامة قداس الأحد.