طهران، فيينا – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – قبل ساعات من تسليم ايران الدول الست الكبرى (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا) رزمة اقتراحات لاستئناف المحادثات حول برنامجها النووي، اعتبرت واشنطن امس ان طهران «اقتربت جداً» من امتلاك القدرة على انتاج اسلحة ذرية، فيما حضت فرنسا وبريطانيا وألمانيا ايران على الانخراط في «مفاوضات ذات معنى تستهدف إنجاز تسوية ديبلوماسية شاملة». وقال غلين ديفيز المندوب الاميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية: «استناداً الى رفض ايران الحوار مع الوكالة الذرية حول عملها السابق المتصل بإنتاج رؤوس نووية، لدينا مخاوف جادة من ان ايران تحاول عمداً وبالحد الأدنى، الاحتفاظ بخيار السلاح النووي». وأضاف ديفيز امام اجتماع مجلس حكام الوكالة في فيينا: «ايران الآن اقتربت جداً أو تمتلك بالفعل يورانيوم منخفض التخصيب بقدر كاف لإنتاج سلاح نووي واحد، اذا اتُخذ قرار بتخصيبه أكثر للمستوى المستخدم في الاسلحة. (هذا) يقرّب ايران من امكان امتلاك قدرات خطرة قادرة على زعزعة الاستقرار». وزاد: «سنراجع بجدية أي اقتراح (تقدمه طهران)، في روحية الاحترام المتبادل». وقال: «هذه فرصة جديدة لإيران كي تقلب الصفحة، وتعود الى طاولة التفاوض وتثبت انها عضو مسؤول وجدير بالثقة في المجتمع الدولي». في الوقت ذاته، اعتبر المندوب الالماني لدى الوكالة رودريغز لوديكينغ ان «ردود ايران حتى الآن لم تكن إيجابية ولا مرضية». وقال متحدثاً باسم فرنسا وبريطانيا ايضاًً: «نجدد دعوة ايران الى الانخراط في مفاوضات ذات معنى تستهدف انجاز تسوية ديبلوماسية شاملة. على ايران ان تستغل نافذة الفرصة الآن». وابلغت الدول الاوروبية الثلاث مجلس حكام الوكالة بأن «اصرار (طهران) ورفضها الصريح» لتعليق تخصيب اليورانيوم، وتجنبها المفاوضات، كلها مسائل غير مقبولة. في المقابل، قال المندوب الايراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية: «اذا كانت هناك أي اسئلة او نقاط غامضة حول الملف النووي الايراني، اننا جاهزون لتبديد الغموض في اطار الوكالة الذرية». وفي اشارة الى تزويد واشنطن الوكالة وثائق «تثبت» سعي ايران الى «عسكرة» برنامجها النووي، ذكّر سلطانية بأن «الوكالة واجهت مزاعم متواصلة كاذبة ومزورة». الوضع في إيران على صعيد الوضع الداخلي في ايران بعد الانتخابات الرئاسية، توقّع المرشح الاصلاحي الخاسر مير حسين موسوي حصول «حوادث اكثر خطورة وأياماً عصيبة» في البلد، بعد اعتقال معارضين. وواصلت السلطات تشديد ضغوطها على المعارضة، اذ اعتقلت علي رضا بهشتي كبير مستشاري موسوي، والذي يرأس لجنة للمعارضة تحقق في تقارير عن اساءة معاملة متظاهرين احتُجزوا خلال الاحتجاجات التي اعقبت الانتخابات، كما أوقفت مرتضى الويري رئيس بلدية طهران السابق المقرب من المرشح الاصلاحي الآخر مهدي كروبي. وبهشتي هو نجل محمد حسيني بهشتي اول رئيس للمحكمة الدستورية في ايران بعد الثورة الاسلامية عام 1979، وقُتل في تفجير عام 1981. ودعا موسوي أنصاره الي «ضبط النفس» وتفادي «الاستفزازات وعدم الانجرار وراء مخططاتهم التي تريد تخريب منازلكم وبلدكم». وقال في بيان نُشر على موقعه الالكتروني ان «اعتقال اشخاص مثل بهشتي يعني ان علينا توقع حوادث اكثر خطورة. نتوقع أياماً عصيبة». واوضح: «انهما في السجن، في حين ان المسؤولين عن الجرائم الاخيرة (التي ارتكبت بحق متظاهرين او معتقلين) لا يزالون أحراراً». واكد ان «الباطل سيزول وما يخدم المواطنين سيبقي». وحذر القائد في «الحرس الثوري» علي فاضلي من اي محاولة للتظاهر مع بدء السنة الدراسية الجديدة في الجامعات نهاية الشهر الجاري. وقال: «ثمة شائعات جديدة مريبة حول بدء العام الدراسي في الجامعات التي عليها ان تتوخى الحذر لأن الجمر ما زال تحت الرماد. عليها ان تتنبه، تفادياً لتجدد الحوادث».