قبل ساعات من محادثات وزيري الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والأميركي جون كيري في باريس أمس، رجّح مصدر فرنسي بارز ان يركّز اللقاء على الملف النووي الإيراني والاحتمالات امام الدول الست بحلول 24 الشهر الجاري، وهو الموعد المحدد لإبرام اتفاق مع طهران. وأشار المصدر إلى أن موقف إيران لم يتغيّر بالنسبة إلى برنامجها لتخصيب اليورانيوم، لافتاً إلى أنها لا تتجاوب مع ما تطلبه الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) التي لا يمكنها قبول طلب طهران رفعاً فورياً للعقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة عليها، بعد التوصل الى اتفاق. وقال المصدر إن كيري وفابيوس سيناقشان إمكان اتفاق الدول الست على عرض نهائي يُقدّم لطهران. وسُئِل هل أن الإدارة الأميركية مستعدة للتوصل إلى تسوية، فأجاب أن من الصعب التكهن بمدى استعداد الأميركيين لخفض مستوى متطلباتهم من إيران، نظراً الى حاجة الرئيس باراك أوباما لتحقيق نجاح واحد على الأقل في الشرق الأوسط. وعلى رغم أن واشنطن ترغب بقوة في إبرام اتفاق مع طهران، إلا أن إدارة أوباما لن تقبل بأي اتفاق وبأي شروط. كما ترى باريس ان هناك اتفاقاً مع واشنطن على شروط اتفاق يطوي الملف النووي الإيراني. وشدد المصدر على أهمية التنسيق بين فرنساوالولاياتالمتحدة. ولفت الى أن 24 تشرين الثاني (نوفمبر) سيشهد معطىً جديداً في أي حال، فإما أن يُبرم اتفاق يستند الى توافق اميركي - إيراني يطاول تأثيره مسائل اقليمية، أو ألا يحدث اتفاق، ما سيؤثر ايضاً في المشكلات الإقليمية، اذ إن الأمر سيصعّب إشراك طهران في الحلول. وتكهّن المصدر بصعوبة التوصل الى اتفاق في 24 الشهر الجاري، إذا بقيت الأمور كما هي الآن. واستدرك أن قراراً قد يتخذه الأميركيون على أعلى مستوى بخفض شروطهم من إيران، ستتبنّاه الدول الخمس الأخرى المشاركة في المفاوضات، اذ سيصعب على فرنسا التغريد خارج السرب، اذا وافق الروس والصينيون والألمان والبريطانيون على سياسة واشنطن. ولفت الى أن الأمر يعتمد على خيار استراتيجي يتخذه أوباما بتقديم تنازلات، مع كونغرس لن يكون متساهلاً معه، بعد انتخابات التجديد النصفي لمجلسَي الشيوخ والنواب الأميركيَّين. في السياق ذاته، اعتبر حميد أبوطالبي، وهو مستشار للرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الولاياتالمتحدة يسعيان إلى إبرام اتفاق «نووي» مع إيران، ونيل «تعاونها الإستراتيجي» في المنطقة، خصوصاً في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وكتب على موقع «تويتر» إن فشل أوباما في تحويل نجاحه الاقتصادي إلى نصر سياسي، سبب «التطورات المؤثرة، من الخليج الى البحر الأسود، وإثارة الجمهوريين خوفاً وطنياً منها في أميركا». وتحدث عن «ثلاث أزمات أميركية» تتمثّل في «حصر التعامل مع إيران في الملف النووي، وفشل أميركا في قمع «داعش»، ولامبالاة استراتيجيتها إزاء قضية أوكرانيا». ورأى أن لطهران «اليد العليا في القضيتين الأوليَّين، وهي اللاعب الأساس فيهما». واعتبر أبوطالبي أن الحزبين الجمهوري والديموقراطي «يحتاجان لإيران في انتخابات الرئاسة (الأميركية) عام 2016، خصوصاً الجمهوريين الذين يسعون إلى تحوّل في السياسة الخارجية الأميركية». ونبّه إلى أن «من ضرورات هذا التعامل، احترام حقوق الشعب الإيراني واعتراف أميركا بالقوة الإقليمية (لطهران) وقبولها لاعباً أساسياً في الشأن الإقليمي».