ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» على موقعها أمس ان الرئيس باراك اوباما بعث رسالة سرية الى المرشد الايراني علي خامنئي شدد فيها على «المصالح المشتركة» في محاربة الدولة الاسلامية (داعش). وعلى الفور قال البيت الابيض «إن السياسة في شأن ايران لم تتغير ولا يمكننا مناقشة المراسلات بين الرئيس وزعماء العالم» في حين قال رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي «ان قصف ايران سيؤدي الى تأخير برنامجها النووي لكنه لن يقضي عليه». وحضّت طهرانواشنطن على اتخاذ «قرار مصيري» في شأن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، لإنجاح المفاوضات مع الدول الست المعنية بالملف النووي الإيراني في مسقط بعد غد. جاء ذلك بعد إعلان الولاياتالمتحدة أنها قدّمت للإيرانيين «إطاراً» لاتفاق يتضمّن «أفكاراً خلّاقة»، محذرة من عواقب فشل الجانبين في إيرام اتفاق بحلول 24 الشهر الجاري (للمزيد) . ويلتقي في عاصمة سلطنة عُمان الأحد والإثنين المقبلين، وزراء خارجية إيران محمد جواد ظريف والولاياتالمتحدة جون كيري والاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. مصدر مقرّب من الخارجية الإيرانية علّق ل «الحياة» على قول كيري بوجوب إبرام اتفاق قبل 24 الشهر الجاري، معتبراً أن الوزير الأميركي يريد الضغط على المفاوض الإيراني عشية جولة مفاوضات مسقط، «فيما الكرة في ملعب أميركا، وإدارتها تدرك جيداً أن إيران وفت بتعهداتها ومسؤوليتها إزاء برنامجها النووي». ورأى أن على واشنطن أن «تتخذ قراراً جريئاً ومصيرياً في شأن العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران». وكانت القيادة الإيرانية وضعت خطوطاً حمراً أمام الوفد المفاوض مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، بينها أن يكون إلغاء العقوبات متزامناً مع أي اتفاق يبرمه الجانبان. ورأى المصدر أن «العقوبات تشكّل الآن المفصل الذي يمكن أن ينقذ المفاوضات ويساهم في تحقيق إدارة الرئيس باراك أوباما نجاحاً مهماً في السياسة الخارجية يساعد الديموقراطيين في تعويض خسارتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس». وكان أوباما قال إن واشنطن قدّمت للإيرانيين «إطاراً يتيح لهم تلبية حاجاتهم السلمية في مجال الطاقة»، مستدركاً أن «ردّهم إيجاباً على ما سيكون أفضل بالنسبة إلى إيران والمنطقة والعالم، هو سؤال مفتوح». وأضاف: «إذا كان صحيحاً ما يقوله قادتهم إنهم لا يريدون تطوير سلاح نووي، فالطريق مفتوح أمامهم لتقديم ضمانات للمجتمع الدولي، ما يتيح لهم الخروج من نظام العقوبات». وتابع: «سنرى خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة ما إذا كنّا قادرين على إبرام اتفاق. أفضّل عدم التوصل إلى اتفاق، بدل (إبرام) اتفاق سيئ». وذكّر ب «تراث طويل من عدم الثقة» بين إيرانوالولاياتالمتحدة، لافتاً إلى «جزء كبير من النخبة السياسية» المعادية لواشنطن في طهران، والتي «ما زالت تجد مناسباً تحميل أميركا مسؤولية كل سوء». أما كيري فنبّه إلى أن فشل إيران والدول الست في إيرام اتفاق بحلول 24 الشهر الجاري «سيعقّد» التوصل إلى تسوية، مستدركاً أن الأمر «ليس مستحيلاً». وأشار إلى أن الجانبين «لا يفكران» في تمديد المحادثات، وزاد بعد لقائه نظيره الفرنسي لوران فابيوس: «سنبدأ المرحلة النهائية (من المفاوضات) بهدف إنجاحها». واستدرك أن التمديد ممكن إذا كانت المفاوضات «تبعد بوصات» عن التوصل إلى اتفاق، لا أن تكون هناك «مسائل كبرى معلّقة». ورأى أن من حق إيران «امتلاك برنامج نووي سلمي، لا مسار لإنتاج قنبلة. وسهل إثبات الطابع السلمي للبرنامج» النووي. وأشار كيري إلى أن الدول الست «طرحت أفكاراً خلّاقة لكي نستطيع تحقيق هدفنا، وسنرى الآن ما إذا كانت إيران قادرة على... أن تثبت للعالم أن لديها برنامجاً سلمياً... وأن تتخذ قرارات صعبة وشجاعة علينا جميعاً اتخاذها». ورجّح ألا تؤثر سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ الأميركي، على المفاوضات مع طهران، قائلاً: «تعلّمنا في السنوات الماضية أن لدى الأقلية قوة هائلة لمنع حدوث أمور. ما هو معقّد هو إدارة توقّعات داخلية في أماكن أخرى».