رام الله - أ ف ب - أعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية قرّرت «التوجه إلى مجلس الأمن فوراً» لطرح مسألة التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى، فيما اشادت حركتا «حماس» و»الجهاد الإسلامي» بهجوم بسيارة قام به فلسطيني في القدس، صدم فيه عدداً من المارة الإسرائيليين وأدى إلى مقتل شرطي إسرائيلي. وقال أبو ردينة في تصريح صحافي وزّعه مكتب الرئاسة الفلسطينية «إن القيادة بدأت الاتصالات السريعة» للتوجه إلى مجلس الأمن. ويأتي الإعلان عن هذا القرار الفلسطيني في ظل اشتداد مواجهات بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحات الأقصى عقب محاولة متطرفين يهود اقتحام الأقصى. وقال أبو ردينة في بيانه إن «الحكومة الإسرائيلية وعن سابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها حرمة المسجد الأقصى المبارك، وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد منتهكة كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي». وأضاف أن هذا «يؤكد أننا أمام حكومة تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى، الأمر الذي حذرنا مراراً بأن ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخلياً وإقليمياً، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة». في غضون ذلك، حذّرت فصائل فلسطينية من أن مدينة القدسالمحتلة ستفجر بركاناً، مطالبة بتنفيذ عمليات فدائية على غرار دهس عدد من المستوطنين اليهود على يد المقدسي إبراهيم عكاري أمس في حي الشيخ جراح، معتبرة هذه العملية «رد فعل طبيعياً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، بخاصة ضد المسجد الأقصى». ونعت حركة «حماس» شهيدها العكاري، وطالب الناطق باسمها فوزي برهوم أبناء الشعب الفلسطيني «بمزيد من هذه العمليات المقاومة، والتصدي لجنود الاحتلال والمستوطنين، بكل قوة دفاعاً عن الأقصى وحقوق الشعب الفلسطيني مهما بلغت التضحيات». وحذرت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية (حماس)، الاحتلال من «الاستمرار في هذه السياسة العنجهية ضد المقدسات، بخاصة الأقصى»، مشددة على أن «غضبة الأقصى ستفجر بركاناً في وجه العدو، وسيدفع الاحتلال ثمن حماقاته لاحقاً»، داعية إلى «انتفاضة الأقصى الثالثة». وشدّد الناطق باسم «كتائب القسام» الذراع العسكرية للحركة «أبو عبيدة» على أنه «آن الأوان ليدرك الجميع بأن الأقصى هو المفجّر الذي سيشعل البركان في وجه المحتل». واعتبرت حركة «الجهاد الإسلامي» أن «معركة القدس مستمرة ومفتوحة»، وأن على الأمة أن «تكون طرفاً في هذه المواجهة، وألا يستمر صمتها على تدنيس المسجد الأقصى». وحذّرت من أن الشعب الفلسطيني «لن يلتفت لدعوات التهدئة في القدس، والمواجهات ستتصاعد وسيخرج من أبناء شعبنا عديد من الفدائيين (...) للثأر من قادة التطرف الحاقدين». واعتبرت لجان المقاومة الشعبية أن عملية الدهس «جزء بسيط من تسديد الفاتورة للاحتلال الإسرائيلي»، فيما دعت كتائب المقاومة الوطنية الذراع العسكرية للجبهة الديموقراطية إلى «مزيد من العمليات لردع قوات الاحتلال ومستوطنيه».