التقيته في باريس في أحد المؤتمرات الرياضية، لم يكن شخصية متحفظة؛ لكنه في الوقت ذاته لم يكن كثير الحديث، وفي كل مرة كان هناك نقطة ما يتوقف خلالها عن الحديث المنساب كمن يقول: «يكفى الوصول إلى هذه النقطة». كان محدثي حينها يشير إليه بصفته أحد الفاعلين في الساحة الرياضية، كونه يحتل منصب رئيس قسم الأمن في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وعلى رغم أنه كان يرسم ابتسامه عريضة على محياه إلا أن سمعته في الكشف عن جرائم التلاعب في المباريات على المستوى الدولي كانت ترسم شخصية متجهمة عنه في مخيلتي. «الحياة» اتصلت بالمسؤول الأمني السابق في «فيفا» كريس إيتون للتعليق على ما يثار حالياً حول المراهنات في القارة الآسيوية إذ قال: «هناك الكثير من التكهنات حول المباراة الثانية لنهائي دوري أبطال آسيا والتي أقيمت في الرياض من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وغالبية هذه التكهنات كانت تتحدث عن قرارات الحكم المثيرة للجدل، والإجابة على سؤال ما إذا كانت هذه التكهنات ستقود إلى التحقيق يعود إلى قرار الاتحاد المحلي أو الآسيوي». ورداً على سؤال حول تقديراته للمبالغ التي تم المراهنة بها على المباراة، من خلال متابعته بصفته مديراً لإدارة النزاهة في المركز الدولي للأمن الرياضي، قال: «المراهنات التي تقع على المباريات الدولية وتحديداً ذات المنافسة العالية، مثل نهائي دوري أبطال آسيا، تقدر دائماً بملايين الدولارات، والسبب في صعوبة تحديد الرقم الفعلي في مباراة الهلال السعودي وويسترن سيدني الأسترالي هو أن معظم المراهنات التي تتم على هذا النوع من المباريات تتم بشكل غير قانوني، وبالتالي فهي مبالغ غير معلومة لدى الهيئات التنظيمية للمراهنات والحكومات، ومعظم شركات المراهنات حول العالم وخصوصا في آسيا لا تظهر مجموع المراهنات التي حصلت عليها في مباراة واحدة، ولكن من واقع خبراتنا في هذا المجال ومن خلال المعلومات التي تلقيناها نستطيع التأكيد على أن حجم المراهنات التقديري التي وقعت على مباراة الهلال السعودي وويسترن سيدني الأسترالي وصلت إلى ما يقارب الخمسين مليون دولار أميركي عالمياً (187٫5 مليون ريال)». واصل إيتون حديثه قائلاً: «كرة القدم أمام أزمة مصداقية اليوم، وإذا لم تعالج مثل هذه المشكلة عاجلاً غير آجل من خلال استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة الثقة في كرة القدم لدى الجماهير فسنخسر بطولات قوية مثل دوري أبطال آسيا». وبالطبع كان لدى «الحياة» الرغبة في الاستفاضة بشكل أكبر عن القضية؛ لكن إيتون كعادته سكت عن الكلام المباح وتوقف عن التعليق