قبل أيام تحدث نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم محمد النويصر عن ظاهرة منتشرة يعرفها المتابعون لتفاصيل كرة القدم العالمية جيدا، وكان حديث النويصر واضحاً وصريحاً إذ لم يتهم أحداً بعينه ولم يشر إلى مباراة محددة وإن كان قد ألمح إلى وجود شك في نتيجة المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا، وهي المباراة التي شاهدها الجميع وبصموا على أن الحكم الياباني كان سبباً في فوز فريق سيدني الاسترالي بكأس البطولة بعد تجاهله لأربع ركلات جزاء هلالية اعترف هو بنفسه بثلاث منها بعد المباراة بأيام. النويصر قال حرفياً: "تلعب شركات المراهنات دورا كبيرا فى تغيير بعض نتائج المباريات الدولية. التاريخ سيكشف ماحدث واللبيب بالاشارة يفهم!". والحديث عن وجود شركات تراهن على مباريات كرة القدم واللمز في احتمالية وجود تأثيرات خارجية على تلك المراهنات بحد ذاته حدث بالفعل في أحايين سابقة؛ باعتراف أحد أكبر المتهمين بإدارة المراهنات للاتحاد الدولي "الفيفا" رسميا ولعل تصريح رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني قبل عام حينما قال: "المراهنات أكبر خطر يهدد كرة القدم" وحديث رئيس الاتحاد الدولي الفيفا سيب بلاتر حينما قال: "وجود تلاعب في صالح المراهنات الرياضية يقوض قيم الرياضة"؛ خير دليل على وجود تلك الآفة وانتشارها. بقي أن نؤكد أن النويصر ألقى حجراً وحرك المياه الراكدة وحذرنا من لغم كان البعض يجهله والبعض الآخر لا يلقي له بالاً، وهو لغم خبيث وانفجاره فيما بعد ستكون عواقبه وخيمة إذا لم يتم التصدي له ومحاربته بالشكل الصحيح. وحتى لا نكون سلبيين في طرحنا ونكون سبباً في الترويج لظاهرة خاطئة نذكر برأي الدين في قضية المراهنات وتأكيده على حرمتها ودخولها في القمار إذ أن كل ما كان فيه تعليق المال على الخطر فهو من القمار وهذه رسالة موجهة إلى كل من يعرف حديثاً على المراهنات في كرة القدم وانبهر بها وفكر في الاستفادة منها. بعد كل ما سبق أعود لنقطة هامة بل وهامة جداً وهي تصريح رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد الذي خَطّأ فيه النويصر ونفى حديثه ومعلومته. السؤال هنا هل تصريح عيد يقودنا إلى ثقافته الرياضية فقط؟ أم يمتد إلى علاقته مع نائبه التي ظهرت شوائبها غير مرة؟. وهل خلافهما صحي وفيه مصلحة لاتحادنا وأنديتنا ومنتخباتنا. محمد النويصر