لا يكاد يختلف اثنان على أن مدرب فريق الهلال الروماني ريجيكامب أسهم بشكل كبير في تقديم أداء فني مميز منذ توليه مهمة الإشراف على الفريق، خصوصاً بعد أن قاد ناديه إلى نهائي القارة الصفراء، الذي خسره من أمام فريق ويسترن سيدني الأسترالي السبت الماضي في الرياض. نجح الروماني في تنظيم الجدار الدفاعي ورتق الثقوب الخلفية التي كانت تشكل نقطة ضعف واضحة في مسيرة الهلال العام الماضي، وكانت تشكل هاجساً مؤرقاً لعشاق الأزرق ومحبيه، كما منح ريجيكامب حارسه الشاب عبدالله السديري الثقة كاملة وأعطاه فرصة المشاركة بشكل دائم مع الفريق، الأمر الذي أسهم في تأمين المناطق الخلفية ل«الزعيم». منظومة ريجي الرائعة لم تقتصر على الخطوط الخلفية فحسب، بل امتد التألق والتوهج إلى متوسط الميدان الذي ظهر متجانساً ومترابطاً في الكثير من المباريات، بعد أن نجح في مزج عناصر الخبرة بحيوية الشباب، الأمر الذي أنتج خط وسط متماسكاً وقوياً، خصوصاً في مركز المحور. تكمن مشكلة الروماني ريجي التي لم يجد لها حل حتى الآن في تراجع أداء الهجوم الأزرق، وعجزه عن التهديف في اللقاءات الأخيرة، إذ لم يسجل مهاجمو الهلال في آخر أربع مباريات سوى هدف وحيد أحرزه ناصر الشمراني في شباك العين الإماراتي في مباراة الإياب، ومع غياب تام عن التسجيل في اللقاءات الثلاثة التي تلته أمام الشباب في دوري عبداللطيف جميل، وأمام سيدني الأسترالي ذهاباً وإياباً، الأمر الذي رسم أكثر من علامة استفهام لدى النقاد الرياضيين وعشاق الهلال. الهجوم الأزرق الذي كان مكمن قوة «الكتيبة الزرقاء» في الماضي، خصوصاً إبان إشراف المدرب الوطني السابق سامي الجابر، بدا عاجزاً عن التسجيل هذه الأيام، وعلى رغم نجاحه في حل مشكلة الدفاع، إلا أن ريجي ما زال عاجزاً عن علاج العقم التهديفي للفريق، بل إن اللقاء الخامس الذي انتصر فيه الهلال على مضيفه الفتح كان هدف الانتصار هدية من لاعب الخصم ربيع سفياني الذي سجل هدفاً في شباك فريقه، ما يؤكد فقدان هجوم الهلال لهيبته مع أسلوب ريجي، وهو ما أسهم في ضياع الحلم الآسيوي الذي انتظره الهلاليون منذ 14 عاماً. لغة الأرقام هذا الموسم تؤكد أن هلال ريجي أحرز خمسة أهداف في دوري أبطال آسيا من مجموع ستة لقاءات، منها ثلاثة أهداف في شباك العين الإماراتي في لقاء الذهاب من الدور نصف النهائي، وهدف في لقاء الإياب، كما أحرز الفريق الأزرق هدفاً واحداً في شباك السد القطري في لقاء الذهاب من الدور ربع النهائي، وفشل الفريق في هز شباك سيدني الأسترالي في مواجهتي الذهاب والإياب. أما في دوري عبداللطيف جميل فأحرز الفريق 14 هدفاً من سبعة لقاءات، منها 4 أهداف في شباك العروبة، و3 أهداف في شباك الخليج، و3 أهداف في لقاء الشعلة، وهدفان في كل من شباك نجران والفتح، ولم يوفق المهاجمون في إحراز الأهداف في لقائي الأهلي والشباب. ريجي الذي خسر آخر ثلاثة لقاءات من مجموع أربعة لقاءات مطالب باستغلال فترة التوقف وإعادة حساباته جيداً قبل استئناف الدوري، فالهجوم الهلالي لم يعد يرضي الطموحات الزرقاء، خصوصاً في ظل تراجع أداء هداف الفريق ناصر الشمراني بشكل ملاحظ، إضافة إلى قائد الفريق ياسر القحطاني الذي فقد كثيراً من وهجه، الأمر الذي يرجح استبدال الهلال أحد لاعبيه الأجانب بمهاجم في فترة الانتقالات الشتوية، ليسهم في عودة القوة الهجومية الضاربة التي اختفت هذه الأيام.