كشفت صحيفة ال «غارديان» البريطانية أن وكالة الأمن القومي الأميركي المكلفة مراقبة الاتصالات، تنقل معلوماتها إلى نظيرتها الإسرائيلية التي زودت معلومات عن أميركيين ما شكل انتهاكاً لخصوصياتهم. وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين أجهزة الدول الحليفة شائع لكن من النادر أن تكون هذه المعلومات «غير منقحة» ولم يتم تحليلها مسبقاً. ووفق بروتوكول اتفاق بين وكالة الأمن القومي الأميركي ونظيرتها الإسرائيلية، حصلت عليه ال «غارديان» من المستشار السابق للوكالة الأميركية إدوارد سنودن، فإن الأخيرة تنقل مباشرةً إلى الوكالة الاسرائيلية قسماً من البريد الالكتروني وملايين الاتصالات الهاتفية التي تراقبها. وينظم القانون الأميركي نشاطات وكالة الأمن القومي ويحظر جمعها معلومات عن اتصالات مواطنين أميركيين أو أجانب يقيمون بصورة مشروعة على أراضيها، إلا إذا كان هناك سبب وجيه. لكن ما كشفه سنودن منذ حزيران (يونيو) الماضي، أثبت بأن عملية جمع المعلومات كبيرة لدرجة أنها طاولت مراراً مواطنين أميركيين، منتهكةً بذلك القوانين حول الحريات العامة وحماية الحياة الخاصة. وأوضحت الصحيفة أن الوثيقة التي أتت في خمس صفحات غير مؤرخة لكنها قد تعود إلى آذار (مارس) 2009. ولم توضح ما إذا كانت المحكمة السرية المكلفة مراقبة أنشطة وكالة الأمن القومي أعطت موافقتها لتقاسم المعلومات التي تجمعها مع جهاز استخبارات أجنبي. ورفض ناطق باسم وكالة الأمن القومي الأميركي التعليق على المعلومات التي كشفتها ال «غارديان» لكنه قال في رسالة الكترونية إن التعاون مع الأجهزة الأجنبية «يعود بالفائدة على الجانبين». على صعيد آخر، سعى البيت الأبيض أول من أمس، إلى تهدئة خلاف ديبلوماسي مع البرازيل وتعهد بمعالجة المخاوف التي أثارتها تقارير بأن الولاياتالمتحدة تجسست على الرئيسة ديلما روسيف واخترقت شبكات الكومبيوتر لشركة «بتروبراش» النفطية المملوكة للدولة. واجتمعت سوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس باراك أوباما، مع وزير الخارجية البرازيلي لويس ألبرتو فيجيريدو لمناقشة أسئلة لدى البرازيل بشأن الوثائق التي سربها سنودن. وذكرت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض كاثلين هايدن في بيان أن «الولاياتالمتحدة ملتزمة بالعمل مع البرازيل لمعالجة هذه المخاوف بينما نواصل العمل معاً في برنامج عمل مشترك لمبادرات ثنائية واقليمية وعالمية». وأضافت هايدن أن رايس أبلغت فيجيريدو أن الولاياتالمتحدة تتفهم قلق البرازيل وأن التقارير الإخبارية عن المعلومات المسربة «شوهت أنشطتنا» لكن معلومات أخرى كُشف النقاب عنها «تثير أسئلة مشروعة لدى أصدقائنا وحلفائنا حول كيفية استخدام تلك القدرات». في المقابل، صرح ناطق باسم السفارة البرازيلية بأنه لم يكن لدى فيجيريدو تعقيب على اجتماعه مع رايس، لكنه أشار إلى أن الأخير سيجري مزيداً من المحادثات مع الحكومة الأميركية.