جددت ادارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، دفاعها عن برنامج سري لمراقبة المكالمات الهاتفية والاتصالات على الإنترنت، معتبرة أنه يحميها من هجمات ارهابية، فيما تدرس إمكان توجيه اتهامات الى إدوارد سنودن الذي كشف البرنامج واختفى في هونغ كونغ، وسط دعوات في الكونغرس الى محاكمته لاتهامه ب «الخيانة». لكن غلين غرينوالد، الصحافي في صحيفة «ذي غارديان» البريطانية الذي تعاون معه سنودن لكشف البرامج، أعلن ان «مزيداً من المعلومات» ستُكشف من الوثائق السرية التي نسخها الأخير في مكتب وكالة الأمن القومي الأميركي في هاواي، قبل فراره الى هونغ كونغ في 20 أيار (مايو) الماضي، بحجة حاجته الى اجازة «اسبوعين» للعلاج من الصرع. وقال غرينوالد: «ستكون لدينا معلومات كثيرة أكثر أهمية نكشف عنها، ليست معروفة، في الأسابيع والأشهر المقبلة». وأضاف أن قراراً اتُخذ في شأن موعد النشر، استناداً إلى المعلومات التي قدمها سنودن، وهو خبير معلوماتية عمل في وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إي) ثم لحساب شركة «بوز ألن هاملتون» الخاصة المتعاقدة مع وكالة الأمن القومي الأميركي. وزاد غرينوالد: «هناك عشرات القصص استُخرجت من الوثائق، وننوي متابعتها كلها». وكان سنودن قال ل «ذي غارديان» ان «دافعي الوحيد كان اطلاع الناس على ما يُرتكب باسمهم وفي حقهم»، معرباً عن استياء من أوباما، اذ اعتبر انه تابع سياسات سلفه جورج دبليو بوش. وأعلن سنودن انه يأمل بنيل اللجوء السياسي الى ايسلندا، لكن جوليان أسانج، مؤسس موقع «ويكيليكس» المقيم في سفارة الإكوادور في لندن، لتفادي تسليمه الى السويد، نصح سنودن بطلب اللجوء الى أميركا اللاتينية التي «اظهرت في السنوات الأخيرة انها تدافع في شكل اكبر عن حقوق الإنسان، كما انها معروفة بمنح اللجوء السياسي». وهونغ كونغ منطقة ادارية خاصة تابعة للصين، لكنها مرتبطة مع الولاياتالمتحدة باتفاق تسليم مطلوبين. وقالت ناطقة باسم الخارجية الأميركية ان «الاتفاق أُبرم عام 1996 ودخل حيز التنفيذ عام 1998 وما زال سارياً واستخدمناه مرات في السنوات الماضية». ودفع سنودين حساب الفندق الذي كان ينزل فيه في هونغ كونغ وغادره الاثنين. لكن صحافياً في «ذي غارديان» أكد ان سنودين ما زال في المستعمرة البريطانية السابقة. ووقّع اكثر من 25 ألف شخص عريضة على الإنترنت تحض اوباما على العفو عن سنودين، كما جمع بعضهم على موقع «فايسبوك» نحو ثمانية آلاف دولار خلال ساعات، للدفاع القانوني عنه. لكن السيناتور الديموقراطية ديان فاينستاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، دعت «كل الهيئات» الى «التحرك في شكل حازم»، معتبرة ان ما فعله سنودن «خيانة». وقال السيناتور الديموقراطي بيل نلسون: «أعتقد بأن الأمر لا يتعلق بمجرد تسريب معلومات. انها خيانة. أخذ (سنودن) معلومات سرية جداً ونشرها في شكل مباشر. يجب ملاحقته». اما السيناتور الجمهوري ليندساي غراهام، فرأى ضرورة «ملاحقة سنودن حتى اقاصي الأرض، لإحضاره امام القضاء». ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول استخباراتي أميركي بارز إن لا خطط لإلغاء برنامج التنصت الذي ما زال يحظى بتأييد واسع في الكونغرس. لكن ناطقاً باسم البيت الأبيض أعلن أن أوباما مستعد لمناقشة برامج التجسس، مع الكونغرس وحلفاء الولاياتالمتحدة.