تحاول الأطراف السياسية في العراق إعادة ترتيب علاقاتها، تحسباً لتداعيات الأزمة السورية، وفيما أكد قادة الكتل بعد اجتماع في بغداد الاثنين «وحدة الصف والدعوة للحل السلمي للأزمة السورية»، بحث اجتماع في أربيل أمس ضم عدداً من قادة الكتل في المسألة ذاتها. وعقد رئيسا الحكومة والبرلمان وزعماء عدد من الكتل السياسية اجتماعاً في مقر رئاسة الوزراء، في وقت متأخر ليل الاثنين، لتدارس الأوضاع واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب تداعيات الأزمة السورية. وخرج الاجتماع ببيان ختامي تضمن اتفاق الكتل على «رفض الضربة العسكرية المحتملة ودعوة كل الأطراف إلى دعم الجهود السلمية بدل اللجوء إلى الخيار العسكري». كما أعلن «تبني مبادرة العراق لحل الأزمة السورية وحشد الجهد السياسي والديبلوماسي والشعبي لإنجاحها وإدانة استخدام السلاح الكيماوي من أي جهة». وأكد المجتمعون أهمية «رص الصف الوطني والعمل على حل المشاكل الداخلية من خلال وضع آلية لإدامة الحوار بين الكتل السياسية وفي طليعتها مبادرة السلم الاجتماعي والمؤتمر الوطني المزمع عقده نهاية الشهر الجاري». لكن خلافات برزت خلال المؤتمر الصحافي لقادة الكتل حول مطالبة رئيس البرلمان أسامة النجيفي بإدراج قضية التظاهرات السنية في البيان الختامي. وغاب عن الاجتماع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وزعيم «القائمة العراقية» أياد علاوي وزعيم حزب «المؤتمر الوطني» أحمد الجلبي الذين عقدوا صباح أمس اجتماعاً في أربيل للتباحث في التطورات العراقية الأخيرة. وقال علاوي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قبيل الاجتماع، إن «الأوضاع في العراق وصلت إلى مراحل خطيرة والمشهد لا يسر أحداً»، عازياً ذلك إلى ما سماه «الممارسات التي تتعمد التهميش والإقصاء». من جهته، نفى النائب عن «التحالف الكردستاني» شوان محمد طه أن يكون الاجتماع الذي عقد في أربيل يمثل «الأطراف المقاطعة لاجتماع بغداد». وقال في تصريح إلى «الحياة» إن «كل الأطراف السياسية كانت ممثلة في اجتماع قادة الكتل البرلمانية الذي عقد في العاصمة مساء الاثنين الماضي، أما اجتماع أربيل فهو لتنسيق المواقف خصوصاً في هذه الفترة الحرجة». وأضاف أن «اجتماع قادة الكتل سيمهد لعقد المؤتمر الوطني ويرطب الأجواء بين الفرقاء السياسيين، ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى رص الصفوف وتدعيم الجبهة الداخلية». إلى ذلك، قال عضو لجنة الأمن البرلمانية حسن جهاد إن «الحراك السياسي يتمثل بعقد مؤتمر للمصالحة لتوحيد الصف الوطني والخطاب الداخلي بين قادة الكتل السياسية وهذا من شأنه حماية الوضع الداخلي من انعكاسات الضربة المحتملة على سورية». وكان نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي دعا إلى اجتماع من المفترض عقده نهاية الشهر لتوقيع وثيقة السلم الاجتماعي التي تبنتها كتلة «التحالف الوطني» التي تضم القوى الشيعية الرئيسية ووقعت عليها معظم القوى السياسية الأخرى، وقاطعتها كتلة «العراقية» بزعامة أياد علاوي.