عبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن «سخطه الشديد على ما توارد من أنباء عن حصول انتهاك صارخ وأعمال عنف وتخريب واعتداءات على دور عبادة مسيحية ومواطنين آمنين متجذرين في الارض السورية والمشرقية الحبيبة وفي بلدة معلولا التراثية العريقة». واعتبر سليمان في موقف وزعه المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري ان «اي انتهاك للأماكن المقدسة في اي بقعة من بقاع الارض مدان نظراً الى ما ترمز اليه من حضارة وروح سلام وتوافق وتسامح وإخاء». واذ وصف هذه الاعمال ب «المشينة والمخزية والمخجلة وتتنافى مع روح الديانات السمحاء وتشوّه صورة مرتكبيها امام الرأي العام الدولي وأمام الله»، دعا «كل الجماعات المسلحة الى احترام المبادئ والقوانين التي ترعى الحروب وحسن العلاقات الانسانية في ما يمثله الانسان من قيمة وما يستحقه من كرامة واحترام». ولفت البيان الى ان سليمان «اثار هذا الموضوع مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في خلال لقائهما نهاية الاسبوع الماضي في نيس، وسيثيره على اعلى المستويات مع الامين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الامن ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال الدورة العادية المقبلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة. وبحث سليمان الموضوع مع رئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصارجي، وجرى التشديد، وفق البيان، على تحييد الاماكن الدينية ودور العبادة عن الصراعات والانتقامات واحترام كل دين الاديان الاخرى وأماكنها المقدسة». وفي السياق، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «دعوة جميع الأطراف اللبنانية الى اعتماد النأي بالنفس عن الأحداث في سورية والتعاون لتشكيل حكومة جديدة تعالج الملفات الكثيرة المطروحة ولملمة الوضع اللبناني الداخلي في ظل التطورات الخطيرة في المنطقة». وشدد على «أهمية إبعاد لبنان عن هذه الصراعات ومساعدته على معالجة القضايا الكثيرة التي يعاني منها ولا سيما منها ملف النازحين السوريين». منصور: سورية ليست وحدها في المقابل، اعتبر وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أن «ثمة دولاً تريد أن تصفي حساباتها مع النظام السوري من خلال إلصاق التهم به»، داعياً «إلى انتظار نتائج التحقيق حول استخدام الكيماوي وعدم رمي الاتهامات جزافاً». وأكد في حديث إذاعي «أن سورية ليست وحيدة بل لديها أصدقاء في العالم، ولا يمكن أن نتصور أن دولة عربية يعتدى عليها وتدعم دول عربية أخرى في المقابل هذا الاعتداء». ودعا الدول العربية إلى «وقفة واحدة لمواجهة أي اعتداء تتعرض له سورية، لأن ارتداداته ستكون وخيمة على المنطقة برمتها». وفي السياق، رأى رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان أن سورية «لا تشبه العراق ولا أي دولة من التي حصلت فيها تدخلات غربية، تحديداً من الحلف الأطلسي أو أميركا أو الإنكليز». وحذر من أن التعرض لسورية «سيضع المنطقة على فوهة بركان ووضع متفجر نعلم كيف بدأ ولكن عظمة الغرب العسكرية لن تكون قادرة على حسم كيفية إنهائه». وجدد عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار الموقف الداعي إلى التزام اللبنانيين بمن فيهم «حزب الله»، سياسة النأي بالنفس، لا سيما اذا وقعت الضربة العسكرية على سورية. ولفت في حديث تلفزيوني إلى أن «الإشكال الذي حصل في برج البراجنة سببه السلاح غير الشرعي والفلتان الذي يتخذ شكل الأمن الذاتي». سعيد: لا ندعو الى الضربة وتوقف منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد بعد زيارته رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، عند «الشحن الإعلامي المتعمَّد في أحداث معلولا». وقال: «ما يحاول نظام الأسد منذ سنتين ونصف تسويقه هو إبراز نفسه كحامٍ للأقليات، ولكننا نعلم عبر التاريخ أن من ادّعى حماية المسيحيين كانت حمايتهُ مشبوهة، لا بل كان يحتمي بهم ولا يحميهم». وأسف لكون بعض الأطراف المسيحيين «يروّجون لهذه البروباغندا الإعلامية»، وطالب الكنيسة بأن «تتخذ موقفاً واضحاً حيال ما يجري في سورية وألا تُبرز من خلال تصاريح بطاركتها بأنها تدعم النظام السوري». وعن الضربة العسكرية للنظام السوري، قال سعيد: «لا ندعو لها ولا نساندها بل كلّ ما نريده هو أن يبقى بلدنا بمنأى وأمان في ظل أي سيناريو سنشهده في سورية، فمن بيده الحلّ والربط هو حزب الله، وإذا تصرف كفيلق انكشاري إيراني لمصلحة ايران ونفذ أجندتها، ربما سيدفع حينها لبنان واللبنانيون ثمناً باهظاً، ولعل حزب الله في حال احتفظ لنفسه بهامش لبناني، يُنقذ الوطن من تداعيات هذه الضربة».