أكدت وزارة الداخلية العراقية أن جهاز الاستخبارات التابع لها نجح في اعتقال عناصر وقيادات من ثلاث شبكات تابعة لما يسمى «تنظيم درع الإسلام» التابع بدوره ل «القاعدة»، وأن الثلاث شبكات كانت تنشط في ضواحي مختلفة من العاصمة بغداد. وفي هذه الأثناء تمكن أحد عناصر شبكة تفخيخ وزرع العبوات الناسفة على الطريق العام في مدينة الزعفرانية، جنوب شرقي العاصمة، من الهرب بعدما دفع أموالاً لأحد الحراس المسؤولين عن اعتقاله قبيل إحالته على أحد مكاتب مكافحة الإرهاب. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن ل «الحياة» أن وزارته «فككت ثلاث شبكات تابعة لتنظيم القاعدة واعتقلت انتحارياً، فضلاً عن تفكيك سيارات مفخخة في مناطق متفرقة من بغداد». وأضاف معن أن «منظومة استخبارات الشرطة الاتحادية (استخبارات اللواء الثالث) اعتقلت 18 متهماً وتمكنت من تفكيك شبكات تنشط في ولاية بغداد، قاطع الكرخ الشمالي، وولاية الجنوب، وهي تابعة لتنظيم درع الإسلام المعروف بجيش المجاهدين، التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي». وأضاف أن التفكيك كان «بعملية نوعية في الغزالية وحي حطين وجسر ديالى وأبو غريب. واعتُقل انتحاري تم تجنيده من قبل ما يسمى ولاية الجنوب في منطقة الصويرة. كما تم تفكيك عجلة مفخخة تابعة لما يسمى ولاية بغداد الكرخ الشمالي». وأكد مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه، أن «عملية نوعية نفذتها قوات خاصة بمكافحة الإرهاب بعد تدقيق المعلومات التي أوردها جهاز الاستخبارات فرع الزعفرانية أسفرت عن اعتقال المسؤول الأول عن زرع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات في بغداد الجديدة والطريق العام في الزعفرانية، فضلاً عن بعض الأحياء في جانب الكرخ حيث ضبطت في منزله ماكنة تصنيع العبوات والمفخخات». وأوضح المصدر أن «القوة التي داهمت منزل الهدف ضبطته متلبساً مع أربعة من أشقائه، بينهم شقيقته الكبرى، وقد حشوا بعض العبوات بمواد متفجرة وأخرى بمواد حارقة تمهيداً لتوزيعها على بعض المواقع التي تدخل ضمن مسؤولياتهم في إثاره العنف، علماً أن المدعو ع.ح. البالغ من العمر 30 سنة نزح إلى مدينة الزعفرانية قبل خمس سنوات حيث كان يسكن حي أور ذا الغالبية الشيعية». وأضاف أن «زعيم العصابة هرب مع اشقائه من مكان الاحتجاز بعدما دفع رشوة بلغت 180 ألف دولار لأحد الحراس المسؤولين عن احتجازهم، وذلك قبل ترحيلهم في اليوم التالي إلى الجهات المختصة بمكافحة الإرهاب». وتابع أنه «تم ضبط وإحضار المسؤول عن عملية التهريب وضبطت معه الأموال ومازال التحقيق جارياً لمعرفة وجهة الفارين. لكن النتائج الأولية للتحقيق تفيد بتولي أحد الجماعات الإرهابية في جانب الكرخ مسؤولية التهريب كونها أمّنت الأموال اللازمة». إلى ذلك، قتل أربعة أشخاص ليل السبت بهجمات متفرقة في العراق، بينهم شرطي قضى في عملية انتحارية ضد مبنى رسمي، وفق ما أعلنت مصادر طبية وأمنية. وقالت المصادر إن انتحارياً فجّر نفسه عند مدخل البلدية في الموصل، بعد أن فشل في الدخول إلى المبنى، ما أدى إلى مقتل شرطي وجرح أربعة آخرين. وفي بلدتي بعقوبه وتوز خورماتو قتل مسلحون موظفين في وزارة الداخلية ورئيس منطقة. كما تمكن مسلحون مجهولون من السطو أمس على مكتب لصيرفة العملات في منطقة بغداد الجديدة، وأطلقوا النار من مسدسات كاتمة للصوت باتجاه صاحب المكتب ما أسفر عن إصابته بجروح بعدما سرقوا 50 مليون دينار عراقي (نحو 43 ألف دولار) قبل أن يفروا إلى جهة مجهولة. إلى ذلك، تبنى أمس تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التابع للقاعدة موجة الهجمات التي استهدفت بغداد الثلثاء الماضي وأوقعت أكثر من خمسين قتيلاً. وجاء في بيان نقلته مواقع جهادية أمس أنه «استكمالاً لسلسلة الضربات التي بدأها رجال الدولة الإسلامية في بغداد... انطلق فرسان بغداد مساء الثلثاء في غزوة ليلية رداً على الحملات الأمنية المتواصلة للجيش والشرطة في مناطق حزام بغداد». وأضاف أن «العمليات شملت أهدافاً تم انتخابها بدقة»، علماً بأن أغلب المناطق التي استهدفتها هجمات الثلثاء كانت مأهولة. وأشار البيان إلى أن الهجمات نفذت في «ذروة الانتشار الأمني في بغداد والمناطق المحطية بها». وشهدت بغداد والمناطق القريبة منها الثلثاء موجة هجمات ب 12 سيارة مفخخة استهدفت مناطق ذات غالبية شيعية وأدت إلى مقتل 54 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من مئة آخرين.