من قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبورغ الروسية إلى «القمة الأولمبية» في العاصمة الأرجنتينية بوينوس إيرس، انتقل رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ونظيراه الإسباني ماريانو راخوي والتركي رجب طيب أردوغان لدعم ملفات بلدانهم أمام الجمعية العمومية ال125 للجنة الأولمبية الدولية، التي يختار أعضاؤها اليوم المدينة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية ال32 في السنة 2020. وتتنافس ثلاث مدن على الاستضافة هي العاصمة الإسبانية مدريد، والعاصمة التركية إسطنبول، والعاصمة اليابانية طوكيو، علماً أن الأعضاء الدوليين ال103 سينتخبون الثلثاء المقبل، من بين ستة مرشحين، رئيساً جديداً خلفاً للبلجيكي الدكتور جاك روغ المنتهية ولايته، بعدما أمضى 12 عاماً في هذا المنصب. وتتحكّم باختيار واحدة من المدن الثلاث عوامل اقتصادية وسياسية وبيئية، وفقاً للتطورات التي رافقت خلال عامين الحملة المحمومة للاستضافة. مدريد التي تترشح للمرة الثالثة على التوالي تفخر باكتمال ملفها متجاوزة الأزمة الاقتصادية، وتعد بتنظيم متقن لموازنة متقشفة وكلفة لن تتخطى 3،1 بليون دولار. وبالتالي ستتحول الضائقة المالية إلى محفز للسير أخيراً بمبدأ عدم البذخ على التنظيم، بل إرساء شراكة متكاملة، ومن منطلق ربّ ضارة نافعة. وتسلّط مدريد، من خلال شهادات سفراء رياضيين دوليين ونجوم أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والإسباني رافاييل نادال، الضوء على أن غالبية المنشآت جاهزة، وما ينقص كلفته زهيدة. في المقابل، تسعى طوكيو التي كانت أول مدينة آسيوية تنال شرف التنظيم العام 1964، إلى تقديم نموذج ل«الرياضة النظيفة»، أي ألعاب خالية من المنشطات، وهو الملف الذي يثقل كاهل الرياضتين الإسبانية والتركية. وإلى المعاير العالمية «الأفضل» والقواعد الصارمة لمكافحة المنشطات، تستند طوكيو في حملتها إلى اقتصادها المتماسك على رغم الركود وضماناتها المالية والأمنية، علماً أنه لا يمكنها تجاهل كابوس مفاعل فوكوشيما وعبء المواد المشعة. لكنها تطمح لأن يمحو فوزها بالاستضافة آثار التسونامي الذي ضربها العام 2011. أما شعارات «جسر العبور وملتقى الحضارات والشرق والغرب وتعدد الثقافات والألعاب للمرة الأولى في مدينة إسلامية» التي طرحتها إسطنبول في محاولتها الخامسة لتنظيم الأولمبياد على ضفاف البوسفور، فيخشى أن تدفع ثمن الاضطرابات الأخيرة وقمع المتظاهرين في ساحة «تقسيم». ويتضمّن الملف التركي عموماً نقاط جذب عدة، فضلاً عن أن مرافق كثيرة جاهزة وأخرى في طور الاكتمال، لا سيما أن ملفات الترشّح السابقة تضمنت خططاً ومشاريع نُفذت على رغم الإخفاق في الحصول على شرف الاستضافة. كما أن حملة إعمار رياضية «شاملة» تشهدها تركيا معطوفة على النمو الاقتصادي، أمنت لها تنظيم بطولات عالمية مثل مونديال كرة السلة العام 2010، وسدت النقص الذي خلّفه اعتذار مدينة فولوس اليونانية عن تنظيم ألعاب البحر المتوسط بسبب الأزمة المالية، فلبت مدينة مرسين النداء وتنطحت للتعويض في أقل من عام ونصف العام. فكانت الاستضافة خلال حزيران (يونيو) الماضي في خضم الاضطرابات السياسية في إسطنبول.