نظمت الفصائل الفلسطينية، تتقدمها «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، عرضاً عسكرياً امس احتجاجاً على المفاوضات التي يجريها ممثلو السلطة الفلسطينية مع اسرائيل. وفي حين شاركت عناصر من الجبهتين «الشعبية» و «الديموقراطية» لتحرير فلسطين الى جانب «ألوية الناصر» وفصائل اخرى في العرض، امتنعت حركة «الجهاد الاسلامي» عن المشاركة في هذا العرض الذي نظمته «كتائب القسام» شمال قطاع غزة. وقالت الفصائل في مؤتمر صحافي عقدته بعد انتهاء العرض: «الى المفاوض الفلسطيني، ليس منا ولا فينا من يضع ثوابت الامة على طاولة المفاوضات». وأضافت: «اننا اليوم نجتمع لنقول كلمة واحدة: اننا لم نخول احداً التفاوض على ثوابت أمتنا. ندعوكم الى العودة الى احضان شعبكم والتمسك بثوابته». وتابعت: «لم يعد لنا خيار الا المواجهة مهما كلفتنا من اثمان». وقالت هذه الفصائل: «الى المحتل الصهيوني المجرم، اننا في الاجنحة العسكرية للمقاومة الفلسطينية يوشك صبرنا ان ينفذ، فنحن ان صمتنا من اجل مصلحة شعبنا، لن نصمت طويلاً حيال ما نواجهه من خروق المحتل وتجاوزاته، المحتل أكثر من يعرف إمكاناتنا، فإن بإمكاننا أن نحيل حياته جحيماً». وترفض «حماس» المفاوضات التي استؤنفت اخيراً بين الفلسطينيين واسرائيل بجهود اميركية، اذ ستطرح على طاولة المفاوضات قضايا «الوضع النهائي»، وهي حق العودة لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة، ومصير القدس، ووجود المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة التي يقيم فيها اكثر من 360 الف مستوطن. في سياق آخر، قالت الفصائل خلال كلمتها في المؤتمر أنها «ليس لنا اي يد في ما يجري في الساحات العربية القريبة والبعيدة، لا من قريب ولا من بعيد، واننا أبرياء من كل قطرة دم تزهق في أي بلد عربي، ومن أي يد تعبث في أي بلد، فهذه سياستنا التي لن تتغير». واعتبرت ان «كل محاولات زج الشعب الفلسطيني بالقضايا العربية كذب لا يخدم إلا المحتل الصهيوني». لكن «الشعبية» قالت في بيان وزعته لاحقاً انها قررت «عدم استكمال المسيرة ومقاطعة المؤتمر الصحافي والانسحاب فوراً»، مبررة ذلك بالقول: «تفاجأنا بحدوث تجاوزات وإخلالات من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام وفصائل أخرى، من بينها رفع شعارات غير متفق عليها تمس بمواقفنا ورأينا، ونعتبر ان ما حدث لا علاقة له بما تم الاتفاق عليه، ولا يصب في مصلحة الإجماع الوطني الفلسطيني». وقال مصور «فرانس برس» ان عدداً من المشاركين في العرض رفعوا بأيديهم اشارة اعتصامي جماعة «الاخوان المسلمين» في رابعة العدوية والنهضة. وتواجه «حماس» خصوصاً اتهامات من وسائل اعلام مصرية بالتورط في الشأن الداخلي المصري والانحياز ل «الاخوان»، وهو ما تنفيه الحركة، علماً انها ترتبط بعلاقات وثيقة مع «الاخوان». ودانت الحركة عزل مرسي وتوقيفه واعتقال قادة «الاخوان» في مصر وسقوط ضحايا لدى فض تجمعات «الاخوان» في ما وصفته بأنه «مجازر مروعة». في المقابل، عاد الجيش المصري لتدمير انفاق التهريب بين غزة ومصر، وأعاد إغلاق معبر رفح الذي يفتح في شكل جزئي، علماً انه ينفذ في رفح المصرية عمليات تستهدف الاسلاميين المسلحين المتهمين بشن هجمات على الشرطة والامن.