افتتح أمس في العاصمة القطريةالدوحة «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم» (وايز) في دورته السادسة تحت شعار «تعلم، تخيّل، ابتكر من أجل الابداع في التعليم». ويستمر المؤتمر 3 ايام (4 الى 6 الجاري) بحضور ومشاركة نخبة من الباحثين وصانعي القرار في مجالات التعليم بمراحله كلها، اضافة الى أصحاب مشاريع رائدة في مجالات التنمية وتكنولوجيا المعرفة من أكثر من 200 دولة. وأعلنت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر وصاحبة المبادرة الشيخة موزة بنت ناصر في كلمتها الافتتاحية عن الفائزة بجائزة المؤتمر للعام 2014 وهي البريطانية آن كوتون صاحبة حملة «كامفيد» لتعليم الفتيات في افريقيا، واصفة إياها بأنها «خير من يمثل قيم الابتكار والاستمرارية والوعي بأهمية التنمية والتعليم». وشددت الشيخة موزة بنت ناصر على أن المؤتمر لا يقتصر على الاحتفال بالفائز بالجائزة، كما لفتت الى انه منبر خاص للاحتفاء بكل المبتكرين في مجال التعليم والمدافعين عنه كحق عالمي. وكانت كوتون القادمة من جامعة كامبريدج، أطلقت مبادرتها لتعليم الفتيات في افريقيا في 1991 بعد زيارتها زيمبابوي للبحث في أسباب انخفاض نسبة تسجيل الفتيات في المدارس في المناطق الريفية. وهناك اكتشفت أنّ العامل الأساسي هو الفقر وليس العوائق الاجتماعية. وفي كلمة مقتضبة لكن معبرة بعد تسلم الجائزة، قالت كوتون إنها خلال عملها لطالما تذكرت جدتها التي اضطرت إلى مغادرة مقاعد الدراسة في سن مبكرة لتساعد العائلة بعد وفاة الوالد، لكنها كانت دائماً تحضّ أولادها ثم أحفادها على قراءة الكتب وتدفعهم الى المعرفة. هكذا، تسلمت كوتون الجائزة «باسم مليون فتاة تتعهد «كامفيد» متابعة تعليمهن في السنوات الخمس المقبلة»، كما اعلنت في المؤتمر وعبر «تويتر». وتحدث رئيس المؤتمر عبدالله آل ثاني عن تحديات التعليم خصوصاً في مناطق تشهد نزاعات وعدم استقرار، لافتاً إلى ان المؤتمر الذي أنجز الكثير خلال السنوات الفائتة، يقع على عاتقه انجاز المزيد في الدورات المقبلة. وفي لقاء مع الصحافيين قال آل ثاني: «نعيش في عالم يتّجه كل شيء فيه الى أن يصبح آلياً، لذا لا بد من البحث عن مجالات جديدة تحفز الابداع وتجسر الهوة بين التعليم الذي لدينا والتعليم الذي نطمح اليه». ويخصص المؤتمر في جلساته المقبلة حلقات نقاش وبحث للتركيز على موضوع التعليم في مناطق النزاع حيث الوصول الى المدرسة مهمة شاقة بحد ذاتها، قبل البحث في نوعية التعليم ومنهجياته. يذكر أن «الحياة» تنشر اليوم ملحقاً خاصاً عن المؤتمر، وفيه مقابلة خاصة مع آل ثاني، وعرض لأبرز المشاريع والفائرين وكتاب «وايز» للعام 2014 «التعلم وفق تصور جديد للخبير البريطاني غراهام براون مارتن».