هيمن الموضوع السوري على قمة مجموعة العشرين التي بدأت أمس، وجرت مناقشته بين قادة هذه الدول خلال مأدبة عشاء أقامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما يلتقي المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي وزراء خارجية دول المجموعة صباح اليوم بحثاً عن دعم للحل السياسي، في وقت يتحدث الرئيس الأميركي باراك اوباما عن توجيه ضربة عسكرية لقوات نظام الرئيس بشار الأسد. وأعلنت الأممالمتحدة امس عن الوصول المفاجئ للإبراهيمي إلى روسيا لمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في إقناع قادة العالم بعقد مؤتمر «جنيف-2». وقال بان في بيان: «علينا أن ندفع أكثر لعقد مؤتمر دولي حول سورية (...) الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتفادي حمام دم في سورية». وأضاف: «بينما يركز العالم على مخاوف من الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية يجب أن نضغط أكثر من أجل عقد مؤتمر دولي بشأن سورية في جنيف». ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن الإبراهيمي سيحل اليوم «ضيفاً على فطور عمل مع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين». وتسمح قمة العشرين للمعسكرين، مؤيدي معاقبة النظام السوري ورافضيها، بحشد صفوفهما. ومن المقرر عقد عدد من اللقاءات الثنائية بين أنصار التحرك العسكري ضد سورية مع اقتراب موعد استئناف عمل الكونغرس الأميركي الذي سيبت في توجيه ضربة لسورية في التاسع من الشهر الجاري. ومن المقرر أن يلتقي أوباما نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، أحد أبرز المؤيدين لعمل عسكري، فيما يلتقي هولاند على انفراد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المؤيد أيضاً للضربة. وقال أوباما أمس إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يشاركه وجهة النظر بأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية انتهاك للقانون الدولي يجب التعامل معه. واجتمع أوباما مع آبي على هامش القمة. وقال للصحافيين: «أتطلع إلى حوار موسع عن الوضع في سورية، واتفقنا على أن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية ليس مأساة فحسب وإنما أيضاً انتهاك للقانون الدولي يجب التعامل معه»، فيما قال آبي الذي تجنب الحديث علناً عن موقف اليابان من سعي أوباما للقيام بعمل عسكري، إنه يتطلع إلى مناقشة سبل تحسين الوضع في سورية مع الرئيس الأميركي. في المقابل، حذرت الصين من أن التدخل العسكري في سورية سيضر بالاقتصاد العالمي ويرفع أسعار النفط وجددت الدعوة إلى حل سلمي للصراع داعمة مساعي بوتين لإقناع أوباما بالتخلي عن شن ضربات جوية ضد سورية. ومن المقرر أن يلتقي بوتين نظيره الصيني شي جينبينغ. وكانت قمة مجموعة الدول الثماني التي عقدت في إرلندا في حزيران (يونيو) الماضي، أظهرت عزلة موقف موسكو في القضية السورية، في حين تدعم بكينروسيا في قمة العشرين. وقال نائب وزير المال تشو غوانغ في مؤتمر صحافي على هامش القمة: «سيكون للعمل العسكري تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي وخصوصاً على سعر النفط، سيتسبب في ارتفاع سعر النفط».