أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن مصداقية المجتمع الدولي على المحك، وأنه لا يمكن أن يبقى صامتا بعد الهجوم الذي شنه النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على مناطق في ريف دمشق. وقال في مؤتمر صحفي عقده مع رئيس الوزراء السويدي فريديريك ريفليدت في ستوكهولم أمس «لقد ناقشنا العنف الذي يعاني منه السوريون على أيدي نظام الأسد، والذي يتضمن اللجوء المرعب إلى الأسلحة الكيميائية قبل نحو أسبوعين». وأضاف «إننا متفقان على أنه في مواجهة مثل هذه الهمجية لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى صامتا». ورأى أن «الإخفاق في الرد على هذا الهجوم لن يؤدي سوى إلى زيادة خطر وقوع المزيد من الهجمات وكذلك زيادة احتمال استخدام دول أخرى لهذه الأسلحة». وتابع أوباما أن العالم أجمع هو الذي وضع الخطوط الحمراء عبر اعتماد قرارات تحظر استخدام الأسلحة الكيميائية، وليست مصداقيتي هي التي على المحك بل مصداقية المجتمع الدولي ومصداقية الولاياتالمتحدة والكونجرس. وعبر عن اقتناعه بأن الكونجرس سيصوت إلى جانب الموافقة على توجيه ضربة للنظام السوري، قائلا «أعتقد أن الكونجرس سيوافق لأنه في حال لم يتمكن المجتمع الدولي من فرض التقيد ببعض القواعد فإن العالم سيصبح لاحقا مكانا أقل أمانا». وأقر بأن الرأي العام العالمي قد يقارن بين سوريا 2013 والعراق 2003. وقال الذاكرة لا تزال حية حول العراق والاتهامات بوجود أسلحة دمار شامل والناس قلقون إزاء مدى صحة المعلومة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. وأضاف لقد عارضت الحرب في العراق، ولا أريد تكرار أخطائنا ببناء قراراتنا على معلومات استخباراتية خاطئة. وردا على سؤال حول خلافه بشأن سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تستضيف بلاده قمة مجموعة ال 20 في سان بطرسبورغ اليوم وغدا، قال إنه ما يزال يأمل في أن يغير بوتين رأيه حول بعض هذه الأمور، مضيفا سأواصل الحديث معه لأنني أعتقد أن عملا دوليا سيكون أكثر فعالية في حال تعاون موسكو. وتابع آمل دائما في أن نتمكن في النهاية من وقف القتل بسرعة أكبر إذا ما تبنت روسيا موقفا مختلفا تجاه هذه المسائل. وبدوره قال رئيس الوزراء السويدي فريديريك ريفليدت أن بلاده تدين بأقوى العبارات استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. وأضاف أن ذلك يعتبر انتهاكا واضحا للقانون الدولي، ويجب محاسبة المسؤولين عنه. هذا وسيلتقي أوباما خلال قمة مجموعة ال 20 على انفراد نظيريه الفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي. وفي حال لقائه مع بوتين سيكون بصورة غير رسمية على هامش اعمال القمة بحسب مسؤول أمريكي، إذ استبعد البيت الابيض والكرملين لقاء ثنائيا رسميا بينهما. وكانت قمة روسية- أمريكية في موسكو مقررة قبل قمة مجموعة العشرين لكن واشنطن الغتها بعد ان منحت روسيا اللجوء المؤقت لادوارد سنودن المستشار السابق في وكالة الامن القومي الأمريكي الذي تطالب الولاياتالمتحدة بتسليمه لها بعد كشفه معلومات عن المراقبة الأمريكية الالكترونية في العالم.