اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين، بينهم حاخامات، باحات المسجد الأقصى، وسط حراسة أمنية مشددة، لأداء صلوات تلمودية بمناسبة الاحتفال بما يسمى "رأس السنة العبرية" حسب التقويم اليهودي. ونقل عن شهود عيان، أن "45 مستوطناً، بينهم حاخامات، اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة لأداء الصلوات والشعائر التلمودية الخاصة بأعيادهم، وذلك قبل أن تقوم الشرطة الإسرائيلية بإخراجهم في تمام الساعة 11 بالتوقيت المحلي لمدينة القدس (08.00 تغ) وهو الوقت الذي ينتهي فيه موعد الجولات السياحية بالمسجد). وأضاف شهود العيان، أن عدداً من الحاخامات كان يرتدي "لباس كهنة الهيكل" وذلك في محاولة لاستفزاز مشاعر المرابطين في المسجد الأقصى. وهيكل سليمان، أو معبد القدس حسب التسمية اليهودية، هو الهيكل الذي تزعم إسرائيل أن المسجد الأقصى يقوم فوقه، ولباس الهيكل هو زي خاص يرتديه الحاخامات اليهود في المناسبات الدينية ويرمز إلى ذلك الهيكل. وفي وقت سابق من يوم أمس، اقتحم، عشرات المستوطنين بحماية 500 جندي إسرائيلي، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، فيما اعتقلت قوات الشرطة الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين على خلفية المواجهات العنيفة التي اندلعت بين الفلسطينيين المرابطين داخل المسجد الأقصى وقوات الشرطة والمستوطنين الذين قاموا باقتحامه. وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت خلال الأيام الماضية، إلى اقتحام المسجد الأقصى، أمس الأربعاء، للإحتفال بالأعياد اليهودية، والتي بدأت أمس بعيد "رأس السنة العبرية"، فيما يوافق السبت المقبل عيد "الغفران" اليهودي، ويليه عيد "العرش العبري" الذي يصادف التاسع عشر من الشهر الجاري، وتستمر فعالياته حتى 26 من الشهر نفسه. وبالتزامن مع ذلك، دعت الحركة الإسلامية داخل إسرائيل، وقوى فلسطينية أخرى، إلى يوم "النفير" للأقصى، والذي بدأت فعالياته يوم أمس، احتجاجاً على تهديدات المستوطنين للمسجد. ويتعرض المسجد الأقصى المبارك، بين الحين والآخر إلى اقتحامات يقوم بها مستوطنون متطرفون، تحت حراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين ويسفر عن اندلاع مواجهات بين الطرفين.