مبالغ ضخمة تنفقها الجامعات السعودية على مواقعها الإلكترونية التي تتيح لطلابها تنفيذ إجراءاتهم الدراسية، إلا أنها مع بداية كل عام دراسي تخضع لاختبارات حقيقية أثناء مواجهتها ضغطاً هائلاً من أعداد الطلاب الكبيرة، ليبدأ الطالب الجامعي في السعودية عامه الدراسي حاملاً على عاتقه هماً إضافياً يتعلق بالتعقيدات المصاحبة لعمليات الحذف والإضافة التي يجريها لتكوين جدوله الدراسي. في عصر التكنولوجيا وتطور مواقع أغلب الجامعات لا يتم تحديثها إلا في الفصل الدراسي مرة، وبعضها لا يتم تحديثها إلا مرة في العام. وضع صعب يعيشه الطالب الجامعي كل عام، يتمنى لو يكون هناك موقع جامعي يسهّل ترتيب جدوله الدراسي وطباعة سجله الأكاديمي، وأموراً أخرى كما يحصل في الجامعات العالمية. مشكلات عدة واجهت الطالبة روان عبدالله التي تقول: «لم أتمكن من الدخول إلى موقع جامعتي (الأميرة نورة) بسبب عطل تقني فيه استمر أياماً عدة، وبعدما تمكنت من الدخول إلى البوابة الإلكترونية وجدت أن جدولي للمستوى السادس، أنا قد أنهيته ونجحت في كل مواده! لم أستطع حينها تعديله أو إضافة أي مواد مع أن لي الحق لأني في سنة التخرج. تعطل الموقع مرة أخرى ولم أتمكن من الدخول، واضطررت إلى التوجه للجامعة والبحث عن مرشدتي الأكاديمية لتعديل الجدول، فطلبت مني تعبئة نموذج بالمواد المراد تعبئتها بحيث يتم تعدليها، جلست أياماً عدة ولم يتم تعديل أي شيء في جدولي حتى زرت الجامعة مره أخرى وتم تعديل ولكن في شعبة غير شعبتي التي كنت فيها منذ دخولي للجامعة، وبأوقات لا تناسبني، وكل هذا بسبب موقع عجزت جامعة موازنتها بالبلايين على إصلاحه. وعبّر العديد من الطلاب والطالبات عن استيائهم من مواقعهم الجامعية، وكيف لجامعات عريقة ومعترف بها عالمياً أن تعجز فتح موقع عالي الجودة، وسريع وسهل التحكم فيه. أما الطالبة سعاد نصار من جامعة الملك سعود فتقول: «لم أواجه أية مشكلة في موقع الجامعة، فجميع المواد المقررات علي في هذا المستوى أدرجت لي، ولو أن بعض الشُعب التي أريد التسجيل فيها اكتفت بسرعة». موقع جامعة الأميرة نورة واجه أعطالاً فنية، إذ عبرت الطالبات في مواقع التواصل الاجتماعي عن انزعاجهن من ذلك، إلا أن رفض طلبات إضافة مواد دراسية لأسباب مبهمة تواجه الطلاب أثناء هذه العمليات، ما يضطرهم للذهاب إلى مقر الجامعة منذ وقت باكر. ويرى عبدالسلام الغامدي وهو طالب جامعي يوشك على التخرج أنه على رغم ما أسفرت عنه التقنيات الحديثة من تسهيل إجراءات حذف وإضافة المواد الدراسية إلا أن هذا الأمر أصبح هماً مرتبطاً بنفسية الطلاب، ويصعب التخلص منه. ويضيف الغامدي أنه لا يشعر بالارتياح عندما يتعامل مع الموقع الإلكتروني التابع لجامعته، مفضلاً التعامل مع إدارة الشؤون التعليمية في كليته، وذلك بسبب خوفه على عدم تنفيذ عمليات الحذف والإضافة من خلال الموقع في شكل سليم. تركي الزهيري يثقل عليه في شكل كبير التوجه إلى كليته لتعبئة نموذج الحذف والإضافة يدوياً وتسليمه إلى مسؤول الشؤون التعليمية، معتاداً على تنفيذ إجراءات جدوله الدراسي من خلال الموقع الإلكتروني. وأشار إلى أنه في بعض الأحيان لا يتم قبول إضافة بعض المواد من خلال الموقع الإلكتروني لسبب غير معلوم، ما يضطره للتوجه إلى كليته والبدء في إنهاء نموذج الحذف والإضافة، والذي يحتاج إتمامه من الشؤون التعليمية إلى ساعات طويلة. ويعلق طلال آل مساعد بأن المواقع الإلكترونية التابعة للجامعات تصرف عليها مبالغ ضخمة لضمان جودتها، إلا أنها تفشل أحياناً في استيعاب العمليات الكثيرة التي يجريها الطلاب من خلالها، فتتوقف في شكل مفاجئ، أو تكون بطيئة بشكل كبير. المتحدث الرسمي لجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع البقمي أوضح ل«الحياة» أن الجامعة «ومنذ عامين أتاحت لطلابها الدخول إلى الموقع الإلكتروني وتنفيذ عمليات الحذف والإضافة قبيل بدء الدراسة بشهر كامل، إضافة إلى الأسبوع الأول من بداية الفصل الدراسي، وذلك لتفادي الضغط الهائل المتوقع على الموقع». وعن الطلاب المستجدين في الجامعة أوضح أن جداولهم معدة مسبقاً من عمادة شؤون الطلاب، ويتم تسليمها فور تسلمهم للبطاقات الجامعية، ما قلص المشكلات التي كانت تواجههم سابقاً من عمليات الحذف والإضافة، وتعارض المواد، وامتلاء الشُعب. وحول ما إذا واجه الموقع الإلكتروني لجامعة الملك عبدالعزيز أعطالاً فنية، أكد أن الجامعة تمتلك نسخة داخلية في أجهزة الكومبيوتر الموجودة داخل كليات الجامعة، وبإمكان الطلاب تنفيذ إجراءاتهم من خلالها.