أمنية ليلة العيد، مكافأة لإنجاز مدرسي، أو هدية من دون سبب سوى أنه رغبة طفولية ملحّة لا تقبل التجاهل، كان ذلك الديناصور بلونه الأخضر صيحة في عالم ألعاب الأطفال الروبوتية في الإمارات، فقد أُغرم به الجميع. منذ 2009 حين ظهر «بليو» الديناصور الصغير، أصبح اللعبة الأكثر مبيعاً، رغم أنه وقتها لم يضمّ الكثير من المواصفات الروبوتية المميزة. فالإصدار الأول ل «بليو» الديناصور كان يسمح فقط بإعطائه اسماً، وتعليمه الشيء اليسير من الحركات، فلم يكن ذا سلوك بارز، ولم يملك إكسسوارات جذابة كتلك التي تصاحب الألعاب الروبوتية المشابهة عالمياً، لكنه في سوق الألعاب الإماراتية كان الأول من نوعه والأكثر تقدماً مما هو متاح من روبوتات خصصت للأطفال. طلب محل تويز آر أس، الأكبر توزيعاً للألعاب في أبوظبي، كميات كبيرة منه تباعاً، وكان ينتهي في كل مرة تاركاً رف المحل بلا عودة، إذ يقول مسؤول المبيعات هناك: «لم نتلق أي شكاوي على الإطلاق، بدا أنه لا يتعطل». وربما كعادة كل صيحة ما، فإنها تبهت بعد حين، «استمر بليو في النفاد من المتجر، حتى لم يبق سوى 10 أو أقل، وفجأة توقف الجميع عن طلبه». لكن الشركة المصنعة كانت تحمل في جعبتها الكثير لذلك الديناصور الصغير، وفي بداية العام جاء «بليو» الجديد، بلونين وردي وأزرق، مع إضافة مواصفات فريدة من نوعها، وما لبث «بليو» أن أصبح اللعبة رقم 1. و «بليو» الجديد يرقص ويغني ويتبعك ويلعب معك، ويتجاوب أسرع مع اللمسات الحنونة، يتعلم اسمه أسرع من نسخته الأولى، ينام في الوقت الذي تحدده، ويستيقظ حين تناديه وتلمسه، يشعر بالأسى والتكاسل إن لم تطعمه في الوقت المحدد، أو إن لم تمنحه الاهتمام الكافي. وفي أسواق الإمارات كان سعر «بليو» الأخضر نحو 360 دولاراً، بينما يبلغ سعر الجديد 515 دولاراً، وتراوح أسعار إكسسوارته بين 27 و 42 دولاراً. ويقول مسؤولو مبيعات في محلات ألعاب في أبوظبي، إن «بليو» الجديد ينال إعجاباً منقطع النظير، لأنه صمم ليكون بمثابة حيوان أليف، واعتمد تسويقه الأساسي على تجاوبه مع اللمس والتربيت وحتى العنف، فيبدي انزعاجه حين يحمل رأساً على عقب، ويبدي إشارات لدعوتك إياه إلى اللعب، ومثلها للتعبير عن سعادته باللمسة البشرية. وبليو من تصميم كاليب تشونغ مبتكر شخصية «فيربي» الشهيرة، وصنّعته شركته «أوجوبي» وباعته لشركة جيتا التي أطلقته في شباط (فبراير) 2006. ويقول تشونغ: «صمم بليو ليحاكي سلوكاً يشبه سلوك الرضيع»، ورغم إفلاس شركة تشونغ واضطرارها لتسريح جميع موظفيها وخروجها من السوق، لا يزال «بليو» حاضراً بقوة.