الجميع فشل، المحاولات المتكررة لاقتحام المخيم من جانب قوات النظام وجماعة الجبهة الشعبية-القيادة العامة كلها فشلت، المبادرات التي قدمتها منظمة التحرير الفلسطينية لإخراج مخيم اليرموك والمخيمات الفلسطينية من أتون الصراع الدائر فشلت، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي الأخرى فشلت في اغاثة المخيمات والفصائل الفلسطينية معها، والمأساة الانسانية المتزايدة في المخيمات وأعداد الجرحى والشهداء والمعتقلين الفلسطينيين هي وحدها في تصاعد مستمر، وبخاصة في مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية والذي يشهد منذ حوالى 8 اشهر معارك عنيفة وقصفاً يومياً وحصاراً شبه تام، وبعد فشل محاولات اقتحامه اواخر الشهر الفائت، قامت قوات النظام بإغلاق تام للحاجز العسكري التابع لها وهو «المعبر» الوحيد الذي يستطيع اهالي المخيم الدخول والخروج عبره لإحضار القليل من الاطعمة التي يُسمح بدخولها، في اطار ما اعتبر عقاباً جماعياً لحوالى (125) ألف مدني محاصرين داخله، ما ينذر بكارثة انسانية. والغريب ان محاولة الاقتحام هذه تزامنت مع الاعلان عن التوصل إلى مبادرة جديدة بإجماع الفصائل الفلسطينية (14) وبترحيب النظام والتي تنص على ايجاد حل سلمي لقضية المخيمات. فشل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل في ايجاد حل نهائي للأزمة والتقصير تجاه المخيمات في ظل الهجمة الوحشية يتعرض لها مخيم اليرموك وغيره مثل مخيمات خان الشيح والسبينة؛ وكذلك فشل (الأونروا) في حماية المخيمات وتقصيرها في تقديم مساعدات اغاثية كافية للباقين داخلها والنازحين منها، اضافة إلى انسداد الأفق أمام الفلسطينيين في المخيمات نتيجة ما اعتبروه تقاعساً في الدفاع عنهم؛ اطلق على صفحات التواصل الاجتماعي حملة «أسبوع كسر الصمت عن المخيمات الفلسطينية» والتي بدأت فعالياتها في (3 – 8 -2013) وكانت تهدف إلى التعريف بمعاناة الفلسطينيين في المخيمات، كما تسلط الضوء على مختلف أوضاعهم. ووفق الحملة على «الفيسبوك»، وزعت الفعاليات على الشكل الآتي: السبت «سبت الوفاء للشهداء» مخصص لاستذكار الشهداء الفلسطينيين في سورية، الأحد: للمطالبة بحرية المعتقلين الفلسطينيين في سجون النظام، الاثنين: للمطالبة بفك الحصار عن المخيمات، الثلاثاء: للمهجرين من المخيمات المنكوبة، الخميس: «خميس الحرية – يا فلسطيني تمرد» ويوم مخصص للإشارة الى أن لا «شرعية» لأحد من الفصائل الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية، إلا في سياق الدفاع عنهم وعن مخيماتهم، وآخر يوم في الحملة هو «جمعة كسر الصمت» وفيه دعوة مفتوحة للجميع للنزول إلى الشارع والاعتصام أمام السفارات الفلسطينية والعربية للمطالبة بوقف النار على المخيمات وبفك الحصار عنها، اضافة إلى اطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام والمطالبة بالحماية الدولية للمخيمات باعتبار سكانها من اللاجئين وكذلك زيادة دعم المهجرين منها، وأخيراً التشديد على وحدة كامل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات. ما يميز هذه الحملة التي يقوم بها الناشطون الفلسطينيون في المخيمات السورية عن غيرها من الحملات السابقة انها تحمل أبعاداً سياسية واضحة على خلاف سابقاتها التي كانت اغاثية وقد استطاعت ان تحشد أعداداً لا بأس بها منذ اليوم الأول لانطلاقها واستقطبت الكثير من الناشطين الفلسطينيين على صفحات التواصل الاجتماعي حول العالم وحتى وصلتها رسائل تضامن من ناشطين بالحراك السلمي للثورة السورية كما احتلت كل الصفحات الإخبارية الخاصة بالمخيمات الفلسطينية، ومع كل يوم يمر تحصد الحملة المزيد من التفاعل معها. ووفق ما يقوله أحد القائمين عليها «بدنا صوتنا يوصل لكل الناس... أخبار الحصار والاعتقال والإعدام الميداني للناشطين الفلسطينيين والقتل اليومي وتقصير الكل وسكوتهم!». وذكر ناشطون في مخيم اليرموك ان حصيلة الشهداء خلال الشهر المنصرم وصلت إلى 33 شهيداً، بينهم 8 نساء و 8 اطفال، كما أن الأوضاع الانسانية اصبحت على شفا الهاوية بعد مضي أكثر من 25 يوماً على الإغلاق التام لمدخل المخيم والذي كان يعاني في الأصل نقصاً شديداً في المواد الغذائية والطبية، تفاقمت في الايام القليلة الماضية؛ وقد نقلت احدى صفحات التواصل الاجتماعي وفاة سيدة تبلغ من العمر 70 سنة نتيجة النقص الشديد في الطعام والدواء المناسب لحالتها الصحية، هذه الاوضاع المأسوية دفعت المؤسسات الإغاثية والجمعيات الأهلية للقيام باعتصام أمام مكتب الأونروا وسط المخيم مع بداية فعاليات حملة «كسر الصمت» في (3 -8 – 2013) وحذرت من حصول كارثة انسانية نتيجة النقص التام في المواد الغذائية والدوائية والطبية مع استمرار المعارك العنيفة، كما دانت تخلي كل المؤسسات الرسمية عن دورها (الأونروا، الهلال الأحمر السوري، والهلال الأحمر الفلسطيني) وطالبت بفك الحصار فوراً عن المخيم وحمّلت منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولية المباشرة لتحقيق ذلك.