يلاحظ أن غالبية مستخدمي «تويتر»، كانت لهم تجربة – وربما لا تزال – في «فيسبوك»، إلا أن كثيرين وجدوا في التغريد ما يحقق رغباتهم. ويعود ذلك لطبيعة وخصائص «تويتر»، وأهمها «التفاعل» السريع والكثيف، وهو النتيجة الطبيعية لتقليص مساحات «الخصوصية» الأمر الذي تشترط طبيعة «فيسبوك» أن تجتازه أولاً كي تتشارك معلوماتك مع من ترغب، ولكن شرط أن يرغب، إذ إن المستخدم يرسل طلب صداقة لمستخدم آخر، فيكون تحت الفحص قبل «الموافقة». في المقابل فإن الآلية أبسط من ذلك بكثير في «تويتر».. أي مغرد قد يتابع مغرداً آخراً فقط لأجل «تغريدة» عابرة، وتحت أي سبب لا يريد أن يفتح صفحته ويفتش أكثر قبل «قرار المتابعة». وتغص الوسوم (الهاشتاغات) بهذه «التغريدة» العابرة المؤثرة في «قرار المتابعة»، إذ تركب عادة التيار الغالب في الوسم أو تتبنى المعاني الموجهة في تركيب الوسم نفسه وأحياناً قد تصنعه. ولعل هذه الديناميكية ل«تويتر» تقصر مسافات طويلة للتواصل إذا ما كانت هدفاً مقصوداً في «فيسبوك» وهو سببٌ كافٍ للهجرة «القاعدية» نحو فضاء «لاري» (اسم طائر تويتر الأزرق). وإذا أُخذ بالحسبان حرص التنظيم (أي تنظيم) على تغذية خلاياه البشرية باستمرار في ظل سقوط الكثيرين من عناصره في العمليات الإرهابية، فإن السؤال القائم حول استراتيجية «القاعدة» لتجنيد العناصر الجديدة واستقطاب الشباب لصفوفها عبر وسائل التواصل الاجتماعي يبدو حائراً، في ظل النتائج المبدئية الدالة على عجز عناصره في «تويتر» عن التواصل مع غيرهم من المغردين فضلاً عن استقطابهم، لكن سرعان ما ترتد إليه ثقته بعلامته الاستفهامية! نعم. قد يغرد أحدهم من ضواحي العاصمة الباكستانية (إسلام أباد) غداً، لينطلق من فوره انتحاريٌ فيفجر مبنى «لاري» في «سان فرانسيسكو».