بينما أنشأ «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في وقت سابق من العام الحالي معرّفاً باسم وصفة التنظيم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أعلنت وزارة الداخلية السعودية في الثاني من الشهر الماضي القبض على عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة من خلال «رصد ومتابعة ما ينشر من رسائل التحريض والكراهية عبر شبكات التواصل الاجتماعي» وأغلبها – بحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي – من معرفات على «تويتر». وتمثل هذه الخطوة تطوراً ملحوظاً في تعامل «القاعدة» مع الإعلام عموماً و«الجديد» منه خصوصاً، لكنه لا يخرج عن السلوك الدائم في استثماره أية وسيلة جديدة تحقق «الاتصال» الفاعل على الصعيدين الداخلي والخارجي من مركز التنظيم، بدءاً من «الكاسيت» والبريد ثم شرائط الفيديو، والمراسلين الذين كانت «تنتقيهم» قياداتها من الشبكات الإعلامية العالمية، مروراً بالتوجه المرحلي إلى موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وها هو لم يكد ينقض عام «تويتر» السابع حتى كشف لنا عن أن «القاعدة» تغرد أيضاً! ويكاد المتتبع لتغريدات حسابات «القاعدة» (الفردي منها أو ما كان باسم تنظيم فرعي كامل)، يتوقف لوهلة ليتساءل: لماذا هم في «تويتر»؟ وكيف «يغردون»؟ كيف يغرد «رصاصة في قصاصة» (أحد من قبضت عليهم «الداخلية»): «ننتظر على أحر من الجمر أن يعلن الأخوة في أرض الكنانة ما يتوق كل الموحدين لسماعه.. قريباً جداً» ماذا يهدف من هذه التغريدة بينما لا يتجاوز عدد متابعيه ال800 متابع؟ ستكون المفاجأة حينما يحاول (المتتبع) أن يفهم أكثر ويتوجه إلى قائمة المتابعين.. كلهم أسماء «متطرفة» وأخرى شبه خاملة، والتغريدات أيضاً «متناسَخة»! إنهم يغردون في فضاء، ولكنه «دائري». يشرح هذا «التغريد الدائري» حال «الإشباع» التي يمنحها «تويتر» للمتخفي (القاعدي الفرد) خلف الحساب حينما يغرد بما يحب أن يقول ويقرأ وما يحب أن يسمعه، وهي الحال التي لا يجدها في واقع المجتمع الطارد للتطرف والعنف الذي يصبغ تغريداتهم. وعلى العكس من ذلك تماماً فإن الحسابات التي يقف خلفها تنظيم فرعي كامل مثل («القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي) تغرد وفق «منهج» محدد ول«غرض» واحد وهو «الإعلان عن موقف التنظيم»، سواء أكان الهدف منه إيصال الرسالة للطرف الآخر كما فعل «تنظيم المغرب الإسلامي» حينما غرد ببيان وجّهه لأسر الرهائن الفرنسيين طالبهم فيه بالضغط على حكومتهم لتوقف تدخلها في مالي، أو كان موجهاً لأفراد التنظيم نفسه كالحسابات التي يقف خلفها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وتصبّ تغريداتها في أغراض «التعبئة» خصوصاً أن أحد معرفاتها يحوي نحو 42 ألف متابع.