على رغم أن غالبية الصحف العالمية المعنية بمتابعة الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي ما زالت تصنف موقع «فيسبوك» منافساً أول لموقع «تويتر»، إضافة إلى كون «فيسبوك» لايزال وجهة مفضلة للعديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن التطبيقات الجديدة التي أطلقها موقع «فيسبوك» مكنته من الحفاظ على موقعه كمنافس أول لموقع «تويتر»، فيما اعتبر بعض خبراء مواقع التواصل الاجتماعي، أن «فيسبوك» يتفوق على «تويتر» في خاصية إضفاء نوع من الحميمية بين صاحب الحساب والمتواصلين معه، من خلال الصداقة الافتراضية، فيما يوفر «فيسبوك» إمكان الاكتفاء بتسجيل الإعجاب ومتابعة أخبار صاحب الحساب من معجبيه، كما هو الأمر بالنسبة للمتابعين في موقع «تويتر»، مع إجماع الخبراء على أنه يظل لكل من «فيسبوك» و«تويتر» خصوصية ينفردان بها عن بعضهما، إلا أن الوضع بالنسبة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي من السعوديين، بدا مختلفاً عما توصلت إليه الصحف المختصة وخبراؤها في مجالات الإعلام الجديد. إذ أنهى السعوديون سريعاً ما يمكن وصفه ب«شهر العسل» الذي جمع بينهم وبين موقعي «تويتر» و«فيسبوك»، الذي كان يواظب خلاله السعوديون على التواصل مع أصدقائهم في «فيسبوك» ومتابعيهم في «تويتر» بالقدر نفسه، لتتحدد بعد ذلك ميول كل منهم، وذلك من خلال تكثيف ظهوره في أحد الموقعين على حساب الآخر بشكل تدريجي، إلى أن حسم بعضهم الأمر بوقف تسجيل ملاحظاته في «فيسبوك» والاكتفاء بتسجيل الإعجاب ببعض مشاركات أصدقائه من وقت لآخر كنوع من تسجيل الحضور، فيما لم يجد آخرون مفراً من تسجيل اعتذاراتهم من أصدقائهم على موقع «فيسبوك» بسبب تراجع تواصلهم وانقطاعهم عنه، ولايخفون أن ذلك يعود لإصابتهم بسحر «تويتر». وعلى رغم توصل الكثير من رواد «فيسبوك» الذين هجروه باتجاه «تويتر» إلى حل وسط يضمن لهم تسجيل حضورهم في الموقعين من خلال ربط الحسابين، وبالتالي ضمان صاحب الحساب على «تويتر» الحضور أيضاً في صفحات أصدقائه في «فيسبوك»، محولين بذلك موقع «فيسبوك» إلى مرآة تعكس ما يدونونه في «تويتر» والعكس صحيح، إلا أن ذلك لم ينجح في منع معاتبتهم من أصدقائهم الفيسبوكيين الذين يتجاوبون معهم على «فيسبوك» بخصوص ما غردوا به في «تويتر»، لتأخر صاحب التغريدة في التعليق على ملاحظات أصدقائه المدونة على «فيسبوك»، الأمر الذي دفع البعض على ما يبدو إلى مقاطعة «فيسبوك» بشكل تام لما يتطلبه من تفاعل مع الأصدقاء، يفوق بكثير ما يتطلبه الأمر في «تويتر». وفيما يكتفي البعض بالاعتذار لأصدقائه في «فيسبوك» وتقديم وعود ببذل المزيد من الجهد للتواصل معهم بشكل أكبر، من خلال تخصيص بعض وقته في «تويتر» لأصدقائه المخلصين ل«فيسبوك»، وجد آخرون أن الحل الأفضل يتمثل في إقناع أصدقائه الفيسبوكيين بالانضمام إلى قافلة المغردين، مع وضع اسم حسابه على «تويتر» ليتمكن أصدقاؤه من متابعته والتواصل معه في «تويتر»، إلا أن ردود فعل رواد «فيسبوك» على اعتذارات المتحولين إلى «فيسبوك» تنوعت بين قبول البعض للاعتذار والتحاقه ب«تويتر»، وبين سخرية البعض من الاعتذار والدعوة، معتبرين الأمر مجرد إعلان مغلف بدعوة لرفع عدد متابعيه في «تويتر». وعلى رغم اعتبار الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن تفضيل السعوديين ل«تويتر» أمر قد حسم منذ فترة طويلة، إلا أن سجال السعوديين وتبرير كل منهم لأسباب إخلاصه لصفحته في «فيسبوك» أو انتقاله إلى «تويتر» أمر لايزال مستمراً.