اتهمت منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة قوات التدخل السريع (سوات) العراقية بقتل وإصابة 35 من عناصرها في معسكر أشرف، شمال محافظة ديالى، فيما نفت مصادر أمنية عراقية شن أي هجوم على المعسكر الذي يقطنه نحو مئة من عناصر المنظمة، تمهيداً لنقلهم إلى مخيم «ليبرتي» في بغداد. وقال ل «الحياة» الناطق الإعلامي باسم المنظمة محمد إقبال إن «قوات سوات قصفت المعسكر بصواريخ هاون قبل إطلاق النار من الأسلحة الخفيفة على اللاجئين، وذلك بعد محاولات اعتداء نفذتها منذ منتصف ليل السبت». وطالب إقبال «منظمة يونامي التابعة للأمم المتحدة والسفارة الأميركية في العراق باتخاذ خطوة عاجلة والحضور إلى معسكر أشرف للحيلولة دون مواصلة إبادة مئة عنصر لم يتم نقلهم بعد إلى مخيم ليبرتي وسط بغداد». وقالت المنظمة الإيرانية في بيان إن قوة من الجيش العراقي هاجمت فجراً معسكر أشرف بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى استشهاد 19 وإصابة العشرات معظمهم إصابتهم خطيرة، واقتياد العديد منهم إلى جهة مجهولة». ونفت قوات دجلة في ديالى «شن هجوم من قبل قوات أمنية على عناصر المنظمة». وأوضح ضابط رفيع طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» أن «عدداً من القذائف المجهولة المصدر سقطت داخل المعسكر ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين عناصر المنظمة وعناصر الجيش الذي يتولى الإشراف الأمني على المعسكر. وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من عناصر القوات الأمنية وإصابة ثلاثة آخرين». كما أكد المحامي عن المنظمة، حقي الشريفي، في بيان أصدره أن «أصوات انفجارات سُمعت داخل معسكر أشرف بعدما طاولت القذائف خزانات وقود». وهذا الهجوم هو الثاني الذي يطاول عناصر المنظمة الإيرانية منذ بداية العام، والرابع منذ غزو القوات الأميركية العراق في 2003، حيث قتل خمسة أشخاص وأصيب 40 في هجوم طاول أعضاء المنظمة إثر إطلاق 40 قذيفة على مخيم «ليبرتي» في شباط (فبراير)، ثم شهد المخيم نفسه في حزيران (يونيو) هجمات صاروخية أسفرت عن سقوط 15 جريحاً. وتتهم المنظمة حكومة بغداد بممارسة ضغوطات لإجبارها على الخروج من البلاد على رغم إعلانها التخلي عن حمل السلاح وتحويل عناصرها إلى صفة لاجئين بعد سقوط نظام صدام حسين الذي منحها حق اللجوء السياسي. وأوضحت مصادر في المنظمة في وقت سابق ل «الحياة» أن «الحكومة الاتحادية نقلت أكثر من 3 آلاف عنصر من المنظمة إلى «ليبرتي»، تمهيداً لتوطينهم في بلد ثالث، أو العودة غير القسرية إلى إيران. وكان نواب عن القائمة العراقية طالبوا الحكومة بإعادة عناصر المنظمة إلى معسكر اشرف الذي يقع شمال قضاء الخالص التابع لمحافظة ديالى (56 كيلومتراً شمال بغداد)، بسبب التهديدات الأمنية التي تتعرض لها عناصرها، فضلاً عن الوضع الإنساني الصعب في المخيم. وتطالب الحكومة العراقية المنظمة الإيرانية بإخلاء معسكر أشرف والانتقال إلى معسكر ليبرتي الذي انتقل إليه ثلاثة الآف معارض إيراني، لكن نحو مئة منهم يرفضون ذلك قبل حسم موضوع ممتلكاتهم. وتم الانتقال من معسكر إلى آخر بموجب اتفاق بين العراق والأمم المتحدة.