أظهرت حصيلة لضحايا أعمال العنف في العراق أحصتها الأممالمتحدة الأحد مقتل أكثر من 800 شخص خلال شهر آب/أغسطس في هذا البلد، وسط تواصل موجة العنف وارتفاع معدلاتها في عموم البلاد التي أصبحت مهددة بحرب أهلية. ورغم انخفاض حصيلة القتلى مقارنة بالشهر الذي سبقه، إلاّ ان أعداد الضحايا ما زالت تؤكد تواصل العنف وارتفاع معدلاته مقارنة بالأعوام الماضية رغم مواصلة السلطات عملياتها الأمنية لملاحقة الجماعات المسلحة. وأفادت حصيلة بعثة الأممالمتحدة في العراق أن 804 أشخاص قتلوا و2030 آخرين اصيبوا بجروح جراء أعمال عنف خلال شهر اب/اغسطس في عموم العراق، وهي أقل مقارنة بحصيلة ضحايا شهر تموز/يوليو عندما قتل 1057 شخصا، لكنها تبقى الأعلى بين بقية اشهر العام الحالي. وفي المقابل، تحدثت حصيلة رسمية لوزارات الدفاع والداخلية والصحة في العراق عن مقتل 356 عراقياً بينهم 267 مدنياً و56 شرطياً و33 عسكرياً، خلال الشهر الماضي، وهي أقل بكثير من حصيلة الاممالمتحدة. وأشارت الحصيلة إلى اصابة 587 اخرين بينهم 455 مدنياً و78 شرطياً و54 عسكرياً، خلال الشهر ذاته. ويعد الاربعاء 28 اب/اغسطس، الأكثر دموية اذ قتل فيه ما لا يقل عن 71 شخصا في موجة هجمات دموية ضربت بغداد والمناطق القريبة منها، أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنها. واستمرت أعمال العنف الاحد، وقتل خمسة اشخاص على الاقل واصيب نحو عشرين اخرين في هجومين منفصلين نفذ احدهما بسيارة مفخخة على مسجد شيعي في بلدة طوزخرماتو التي تبعد 175 كلم شمال بغداد. وأوضح عقيد في الشرطة العراقية ان "سيارة مفخخة انفجرت امام جامع الامام علي وسط قضاء طوزخرماتو، ما اسفر عن مقتل شخصين واصابة 16 اخرين بجروح". وأشار إلى ان "التفجير وقع اثناء توجه المصلين لاداء صلاة الظهر". وفي الدجيل (60 كلم شمال بغداد) افاد مصدر في الشرطة ان "ثلاثة مدنيين قتلوا واصيب اثنان اخران اثر انفجار عبوة ناسفة على الطريق العام الذي يربط بغداد بالمحافظات الشمالية". إلى ذلك، أكدت مصادر امنية وطبية في مدينة الرمادي ارتفاع حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف الشرطة مساء السبت إلى عشرة قتلى. وكانت مصادر أمنية أكدت مقتل خمسة اشخاص عندما فجر انتحاري نفسه ضد دورية راجلة للشرطة على طريق في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد). وأشار المصدر إلى ان "حصيلة التفجير بلغت خمسة قتلى من الشرطة وخمسة مدنيين بينهم امرأة". وارتفع الى اكثر من 3800 عدد القتلى الذين سقطوا جراء هجمات في عموم العراق منذ بداية العام الحالي 2013، وفقا لحصيلة أعدتها "فرانس برس". وبحسب الاممالمتحدة فإن أعنف الهجمات وقعت في بغداد، لكن محافظات صلاح الدين وديالى والموصل والانبار ذات الغالبية السنية سجلت بدورها ارتفاعا كبيرا في مستوى العنف. واشار تعداد أعدته "فرانس برس" استناداً إلى مصادر رسمية الى ان عدد القتلى الذين سقطوا خلال اب/اغسطس بلغ 693 شخصاً اضافة الى 1768 جريحاً.