ما زالت أندية الدوري الإنكليزي تتربع على عرش البطولات الأثرى في العالم والأكثر دخلاً، لكن الفرق الألمانية تفوقت على نظيرتيها الإسبانية والإيطالية في المداخيل وقلصت فارق الهوة مع عمالقة «البريميرليغ». وأثبت وصيف بطل أوروبا بوروسيا دورتموند أنه لا يتعين صرف مبالغ طائلة لتحقيق النجاحات المرجوة، لكن أندية الدرجة الممتازة الإنكليزية ما زالت الأعلى دخلاً في عالم اللعبة، إذ بلغت مداخيل البريميرليغ الموسم الماضي بليونين و910 ملايين جنيه إسترليني، وهو مبلغ أعلى ب900 مليون جنيه مقارنة بمداخيل أندية البوندسليغا الألمانية التي احتلت المركز الثاني، لكنها الأكثر ربحاً كونها صرفت مبالغ أقل من نظيرتها الإنكليزية على رواتب النجوم وبدل الانتقالات. وكشف تقرير شركة «ديلويت» المتخصصة في متابعة اقتصاد كرة القدم، وهو تقرير عام 2013، أن نصف الأندية الإنكليزية في الدرجة الممتازة ما زالت تحقق خسائر سنوية، حتى مع تحذير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بضرورة تطبيق قانون «العدل المادي» بموازنة المداخيل بالمصاريف. في حين بلغ مجموع رواتب مانشستر سيتي في موسم 2011-2012 نحو 202 مليون جنيه إسترليني، فإن بوروسيا دورتموند صرف 65 مليوناً على رواتب اللاعبين في الموسم ذاته، والذي حقق خلاله ثنائية الفوز بالدوري والكأس المحليين، ووصل إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في الموسم التالي، إذ خسر المباراة النهائية أمام جاره بايرن ميونيخ. وقال آدم بول، المسؤول في شركة «ديلويت»: «شروط الاتحاد الألماني الحازمة وقوانينه الملزمة في الإنفاق على الرواتب بنسبة من المداخيل أسهم في شكل أساس في خفض النفقات. الأندية الألمانية تنفق كحد أقصى 51 في المئة من مداخيلها على الرواتب ولا يُسمح لها بأكثر من ذلك. وبالمقارنة مع الأندية الإنكليزية، فإن معدل الصرف على الرواتب يبلغ 70 في المئة، ودورتموند أثبت أنه بالإمكان تحقيق النجاحات بنسب صرف قليلة، وما ينفقونه على الرواتب يعتبر معدلاً صغيراً مقارنة مع بقية الأندية الأوروبية الكبرى، وهذا أكبر دليل على أنه لو كانت لديك المعادلة المثالية من فريق متوازن ومدرب جيد فإنك ستحاكي كبار القارة في تحقيق مداخيل كبيرة». وحققت فرق البوندسليغا أرباحاً صافية هي الأعلى في القارة بلغت 154 مليون جنيه، مقارنة ب98 مليوناً لأندية البريميرليغ، وستستمتع أندية البوندسليغا بمداخيل أكثر بعد الزيادة 50 في المئة في قيمة بيع حقوق نقل المباريات للأعوام الثلاثة المقبلة، والبالغة بليوناً و600 مليون جنيه بدءاً من الموسم المقبل، على رغم أنه أقل بكثير من عقد الدوري الإنكليزي البالغ 5 بلايين و500 مليون جنيه، وهذا يعني أن كل نادٍ إنكليزي سيحصل على 25 مليون جنيه أكثر في الموسم مما كان يحصل عليه المواسم الثلاثة الماضية. وبدأ العمل التدريجي على قانون «العدل المالي» الذي فرضه الاتحاد الأوروبي في 2011-2012، والذي شهد بعدها خفضاً كبيراً من الأندية في مصاريفها، إذ قلل مانشستر سيتي مباشرة مجموع ما يصرفه على الرواتب من 197.5 مليون جنيه إلى 97.9 مليون، خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي أبدى جديته في تطبيق القانون والذي بدأه بمعاقبة ملقا الإسباني بحرمانه من المشاركة في المواسم الأربعة التي يتأهل فيها إلى المسابقتين الأوروبيتين. وجاءت مداخيل أندية الدوري الإنكليزي التي بلغت بليونين و917 مليون جنيه كالآتي: 772 مليون جنيه من مداخيل يوم المباريات (بطاقات الحضور وبيع المنتوجات)، وبليون و469 مليوناً من حقوق نقل المباريات، و772 مليوناً عقود الرعاية والإعلانات التجارية. وحلت الأندية الألمانية ثانية من جهة المداخيل التي بلغ مجموعها بليوناً و872 مليون جنيه، وانقسمت كالآتي: 441 مليون جنيه من مداخيل يوم المباريات، و564 مليوناً من حقوق نقل المباريات، و553 مليوناً من عقود الرعاية والإعلانات التجارية، و352 مليوناً من مداخيل تجارية أخرى متنوعة. وحل الدوري الإسباني ثالثاً بمداخيل مجموعها بليون و765 مليون جنيه، وانقسمت كالآتي: 433 مليوناً من مداخيل يوم المباريات، و789 مليوناً من حقوق نقل المباريات، و543 مليوناً من عقود الرعاية والإعلانات التجارية. وحل الدوري الإيطالي رابعاً بمداخيل مجموعها بليون و570 مليون جنيه، وانقسمت كالآتي: 191 مليوناً من مداخيل يوم المباريات، و932 مليوناً من حقوق نقل المباريات، و447 مليوناً من عقود الرعاية والإعلانات التجارية. وحل الدوري الفرنسي خامساً بمداخيل مجموعها بليون و136 مليون جنيه، وانقسمت كالآتي: 124 مليوناً من مداخيل يوم المباريات، و613 مليوناً من حقوق نقل المباريات، و184مليوناً من عقود الرعاية والإعلانات التجارية، و215 مليوناً من مداخيل تجارية متنوعة.