لم تعد أندية البريميرليغ الإنكليزية الوجهة المفضلة لدى نجوم الكرة العالميين، بعد ارتفاع نسبة الضريبة على المداخيل الى 50 في المئة وانخفاض قيمة العملة الاسترلينية مقارنة مع اليورو والعملات الأخرى، لتصبح اندية اليغا الإسبانية المفضلة لدى النجوم، ليستعيد الدوري الإسباني بريقه مجدداًًً، وقد يسرق الأضواء من بريميرليغ يترنح في الموسم الجديد. كانت المؤشرات واضحة في انتقالات هذا الصيف الساخنة، فمانشستر يونايتد توجه الى ضم نجم حر لم يكلف فلساًً في بدل الانتقال (مايكل اوين) على رغم حصوله على 80 مليون جنيه من بيع كريستيانو رونالدو، ولم يسع حتى الى الحفاظ على نجمه الارجنتيني كارلوس تيفيز، فيما اكتفى تشلسي بضم نجم صاعد مجاناً (دانييل ستاريدج)، فيما لم يمانع ارسنال ببيع نجمه ايمانويل اديبايور، ويبدو ان ليفربول سيستسلم لمحاولات بيع نجميه تشافي الونسو وماسكيرانو، خصوصاً بعدما كشفت تقارير اقتصادية عن ارقام جديدة ترتبت من قانون الضرائب الذي يقضم نصف رواتب اصحاب المداخيل العليا، ومن انهيار قيمة الجنيه الاسترليني في سوق العملات، ما يعني ان تكاليف الاندية الإنكليزية في ضم نجوم جدد زادت بنحو 70 في المئة مقارنة مع نظيرتها الإسبانية. وأكد تقرير شركة «ديلويت» المتخصصة، الذي قارن تأثير الازمة المالية في اللعبة في كل من انكلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا والمانيا، ان عاملين أساسيين يلعبان الدور الرئيسي في جذب النجوم إلى هذا الدوري أو ذاك، وهما الضرائب وقيمة العملة. وأكد التقرير أن قانون ضريبة ال50 في المئة على أصحاب المداخيل المرتفعة الذي طبق في ابريل (نيسان) الماضي، وانخفاض قيمة الجنيه الاسترليني قادا الى هبوط قيمة مداخيل النجوم في البريميرليغ بنحو الثلث. وأكد بعض وكلاء اللاعبين ان النجوم اليوم يطالبون الاندية بتغطية هذه الخسائر وتعويض الفارق، ما يعني رفع رواتبهم، واذا رفضت الاندية، فان النجوم سينظرون الى فرصة للانتقال الى الدوري الاسباني الذي تعد نسبة الضرائب فيه معقولة ومقبولة، في حين يطالب آخرون بان تدفع انديتهم رواتبهم باليورو القوي وليس بالجنيه الاسترليني الضعيف. وكشف التقرير انه اذا اضطر النادي الى دفع راتب سنوي صاف للاعب بقيمة 3 ملايين يورو فان هذا يعني دفع 6.8 مليون يورو، كي يحصل اللاعب على صافي ال3 ملايين بعد خصم الضرائب وفارق العملة، في حين لا تدفع الأندية الإسبانية سوى 4 ملايين يورو كي يحصل اللاعب على ال3 ملايين يورو. ومع صرف ريال مدريد نحو 200 مليون يورو هذا الصيف، وامتناع الأربعة الكبار في «البريميرليغ» على ضم نجوم كبار من الخارج، فإن موازين القوى تبدو في طريقها الى الانتقال الى لا ليغا، حتى ان شريحة النجوم تشمل الانكليز أيضاً الذين سيفضلون الضرائب المنخفضة والعملة القوية في اسبانيا وربما ايطاليا، ومنهم نجم ليفربول السابق جيرمين بينانت الذي فضل ريال سرقسطة الاسباني على عدد من اندية الدرجة الممتازة في انكلترا، ففي إسبانيا ينص قانون الضرائب على خصم 24 في المئة فقط من رواتب اللاعبين الاجانب غير الاسبان، مع دفع تأمين اجتماعي منخفض جداً، في حين يدفع النجوم الاسبان 43 في المئة ضريبة على مداخيلهم. وكان مدرب ارسنال، الفرنسي ارسين فينجر، حذّر قبل أشهر من ان الضرائب المرتفعة ستقود النجوم الى الرحيل بعيداً عن «البريميرليغ»، لكن في المقابل أكد بعض الخبراء أن الحقوق الاستثنائية التي تحظى بها الاندية الإنكليزية من النقل التلفزيوني تجعلها اكثر قوة وصلابة من نظيرتها الإسبانية والاوروبية عموماً، ما يعني أن الأندية المكافحة والوسطية في الدوري الإنكليزي باستطاعتها التفوق على كل نظيراتها الأوروبية، لكن المشكلة ستتعلق بالأندية الكبيرة عندما تسعى الى ضم النجوم الكبار من فئة السوبر ستارز، وهنا تبدو اليد الطولى لريال مدريد وبرشلونة، على رغم محاولات مانشستر سيتي الحثيثة في ضم ابرز النجوم وتعويضهم ما يفقدونه من الضرائب وبدل قيمة العملة، لكن هذا لن يستمر طويلاً. يذكر ان مجموع مداخيل الأندية الإنكليزية من موسم 2007-2008 بلغ 2441 مليون يورو، وهو مبلغ زاد بنحو بليون يورو عن مداخيل الأندية الإسبانية في الموسم ذاته.