حققت سوق كرة القدم الأوروبية نمواً بنسبة 4 في المئة (0.6 بليون يورو) ليبلغ مجموع الإيرادات 16.9 بليون يورو عن موسم 2010/2011، وذلك وفقاً للتقرير السنوي ال21 عن الشؤون المالية في كرة القدم الصادر عن مجموعة الأعمال الرياضية في "ديلويت". وعلى رغم الظروف الاقتصادية الصعبة السائدة، فإنّ البطولات الوطنية الأوروبية الخمس الكبرى (البوندسليغه الألماني، والليغا الإسبانية، والدوري الفرنسي، والدوري الإنكليزي، والدوري الإيطالي) أفادت عن تسجيل مجموع إيرادات الأندية نمواً بقيمة 181 مليون يورو (2%) ليصل إلى ما مجموعه 8.6 بليون يورو. ولفت دان جونز، الشريك المسؤول عن مجموعة الأعمال الرياضية في "ديلويت" إلى أن "المعدّل المذكور أكثر بطئاً من معدّل النمو المحقّق في العقد الماضي (7%)، إلا أنّه لا يزال يمثّل أداءً متيناً نظراً للتحديات في الاقتصاد الأوسع. ونذكر خصوصاً عقود البث التلفزيوني الجديدة للدوري الإنكليزي والدوري الإيطالي بدءاً من الموسم 2010/2011 التي أبرزت القدرة الدائمة لكرة القدم العالية المستوى على إستقطاب الجماهير". وبقي الدوري الإنكليزي للمحترفين في صدارة بطولات كرة القدم العالمية حيث حققت أنديته إيرادات بقيمة 2.5 بليون دولار في موسم 2010/2011 (معدل زيادة 12 % بالجنيه الاسترليني)، علماً أن الإنخفاض في قيمة الاسترليني في مقابل اليورو أدّى إلى تقليص الفارق بنسبة 6% مع الدوري الألماني "بوندسليغه" الذي بقي ثانياً في الترتيب مع فارق بقيمة 769 مليون يورو. ويوضح جونز أن "البوندسليغه يتمتّع بأعلى معدلات الحضور في كرة القدم الأوروبية (42100 متفرج) ما ساهم في حفاظه على الترتيب الثاني في الإيرادات، إضافة الى زيادة الإيرادات التجارية من أضخم الاقتصادات الأوروبية". وحقق الدوري الإسباني حقّق زيادة في الإيرادات بلغت 74 مليون يورو (5%) ليصل إلى 1718 مليوناً، جراء الزيادة بقيمة 47 مليون يورو (10%) من الإعلانات و39 مليون يورو (5%) من مصادر إيرادات النقل المباشر، أكثر من تعويض الانخفاض في عائدات المباريات بقيمة 12 مليون يورو(3%). ويخفي الارتفاع العام في الإيرادات مسألة انحصار المنافسة بين قطبي البطولة حيث حظي ريال مدريد وبرشلونة بزيادة مجموع إيرادات مقدارها 93 مليون يورو (11%)، في حين شهدت باقي الأندية ال18 في "الليغا" انحساراً متراكماً في الإيرادات بلغ 19 مليون يورو (2%). وزادت إيرادات الدوري الإيطالي بمقدار 21 مليون يورو (1%) لتصل إلى 1553 مليوناً في موسم 2010/2011. وقد أمّن عقد البيع الجماعي لحقوق النقل المباشر للبطولة زيادة في الإيرادات وساهم في نوع من التوازن الأكثر تساوياً في الإيرادات بين الأندية. في المقابل، انخفضت إيرادات أندية الدوري الفرنسي بمعدّل 32 مليون يورو (3%)، لتصل إلى 1040 مليوناً، في موسم 2010/2011، ويعود هذا الأمر بدرجة كبيرة إلى أداء الأندية الضعيف في دوري أبطال أوروبا، ما أدى إلى زيادة الفارق في الإيرادات مع الدوري الإيطالي إلى 513 مليون يورو. وتحتاج الأندية الفرنسية خصوصاً إلى التركيز على عمليات إعادة تأهيل الملاعب التي تنفّذ استعداداً لإستضافة بطولة الأمم الأوروبية في العام 2016". وقد ارتفعت الرواتب في البطولات الخمس الكبرى بمعدّل أكثر من 100 مليون يورو (2%) لتفوق 5.6 بليون يورو في الموسم 2010/2011 مع فارق ملحوظ في معدّل النمو بين البطولات الخمس. وبالنسبة إلى الإيرادات، عرفت أندية الدوري الإنكليزي النمو الأسرع في موسم 2010/2011، لتصل إيراداتها إلى 1771 مليون يورو، في حين أنّ أكلاف الرواتب في الليغا (1005 مليون يورو) والبوندسليغه (923 مليون يورو) قد ارتفعت بنسبة 4% لكليهما. ولم تتغيّر أكلاف الرواتب في الدوري الفرنسي (777 مليون يورو)، في حين أنّ الأندية الإيطالية خفّضت أكلاف الرواتب بمعدل 24 مليوناً (2%) لتصل إلى 1157 مليوناً. وفي كل من إنكلترا (70%)، وفرنسا (75%)، وإيطاليا (75%)، فإنّ نسبة مجموع الرواتب مقارنة بنسبة إيرادات أندية الدرجة الأولى بلغت 70% على الأقل، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا الأمر في موسم واحد في ثلاث من "البطولات الخمس الكبرى". وبقي الدوري الألماني (البوندسليغه) الأكثر ربحية في البطولات الأوروبية من حيث الإيرادات مع زيادة 33 مليون يورو (24%) في الأرباح التشغيلية التي وصلت إلى 171 مليون يورو. وزاد الفارق مع الدوري الإنكليزي الذي انخفضت أرباحه التشغيلية بمعدّل 75 مليون يورو. في حين لا يزال كل من الدوريين الفرنسي والإيطالي يعانيان الخسائر، وبدأت في إسبانيا ستة أندية من الليغا موسم 2011/2012 وهي تحت الوصاية القضائية. ويشير آدم بول، المستشار في مجموعة الأعمال الرياضية في ديلويت إلى أن "مراقبة التكاليف لا تزال التحدي الأبرز لأندية كرة القدم الأوروبية. وقد ارتفعت نسبة الرواتب إلى الإيرادات في البطولات الخمس الأوروبية من 60% إلى 66% في السنوات الخمس الأخيرة، مع ارتفاع أكلاف الرواتب بوتيرة أسرع من نمو الإيرادات. وبالتالي، فإنّنا نرحّب بالتشريعات المالية للعب النظيف التي أصدرها الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى مساعدة الأندية في إدارة أكثر فاعلية للعلاقة بين الإيرادات والنفقات. اما بالنسبة للأندية التي تودّ المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي، فإنّ عائداتها المالية للموسم 2011/2012 ستخضع للمرة الأولى لاحتساب نقطة معادلة النفقات والإيرادات في قواعد اللعب المالي النظيف التي أصدرها الاتحاد الأوروبي". وتتضمّن الخلاصات الأساسية التي توصّل إليها للتقرير الصادر عن ديلويت: - ارتفعت إيرادات النقل التلفزيوني في البطولات الخمس الكبرى بمعدّل 3% لتفوق 4.1 بليون دولار في الموسم 2010/2011، ما يمثّل 48% من مجموع إيرادات البطولات الخمس. وتستقي ثلاث من أصل البطولات الخمس أكثر من نصف إيراداتها من النقل التلفزيوني. - انخفضت ايرادات شباك التذاكر بنسبة 2% لتصل إلى 1.8 بليون يورو في الموسم 2010/2011، بما في ذلك 21% من إيرادات البطولات الخمس الكبرى. وقد ارتفعت إيرادات شباك التذاكر في الدوري الإنكليزي (610 مليون يورو) بنسبة 40% مقارنة مع أقرب المنافسين، الليغا الإسبانية (428 مليون دولار). - ارتفعت الإيرادات التجارية بنسبة 5% لتصل إلى 2.7 بليون يورو، وقد سجلت نسبة 31% من الإيرادات المتأتية من "البطولات الخمس الكبرى" في أوروبا. وقد نتجت معظم هذه الزيادة عن الأندية الكبرى في الدوري الإنكليزي والليغا الإسبانية بسبب عالميتها التي أمنت لها عقوداً تجارية أفضل مع الجهات الراعية والشركاء. - في الموسم 2010/2011 ارتفع معدّل الحضور في البوندسليغه إلى 42100 وإلى 35400 في الدوري الإنكليزي وهما البطولتان الأهم في أوروبا لناحية الحضور الجماهيري. في حين انخفض معدّل الحضور في الدوري الفرنسي للموسم الثالث توالياً ليصل إلى أقل من 20 ألف مشاهد للمرة الأولى منذ الموسم 2002/2003. ويشكّل قرار الإتحاد الأوروبي بإقامة بطولة الأمم في فرنسا في العام 2016 فرصة مهمّة بالنسبة إلى عدد من الأندية الفرنسية لإعادة تأهيل ملاعبها وزيادة الحضور وإيردات المباريات. - أمّا خارج دول "البطولات الخمس الكبرى"، فتتمتّع كل من روسيا (614 مليون يورو)، وتركيا (515 مليوناً)، وهولندا (431 مليوناً ) ببطولات تحقّق أعلى الإيرادات. وتبقى بطولة رابطة كرة القدم الأعلى إيراداً (468 مليوناً) بين البطولات غير الأساسية في كرة القدم وثامن أهم بطولة أوروبية عموماً.