أعلن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون أن مفتشي الأممالمتحدة الذين يحققون في استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية الأسبوع الماضي سيغادرون سورية غداً، في وقت أجرى المحققون أمس ثالث جولة على مناطق الهجوم الكيماوي في الغوطة الشرقيةلدمشق. وتفقد المفتشون أمس في ريف دمشق، مسرح الهجوم الكيماوي المفترض الذي تتهم المعارضة السورية ودول غربية النظام السوري بتنفيذه، متسبباً في مقتل مئات الأشخاص. وأشارت «الهيئة العامة للثورة» الناشطة على الأرض إلى «دخول فريق المفتشين الدوليين التابع للأمم المتحدة إلى الغوطة الشرقية بريف دمشق من جهة بلدة المليحة». وهي الطريق نفسها التي سلكها الفريق أمس، وشملت زيارتهم الأربعاء، وفق ناشطين، بلدتي زملكا وعين ترما في الغوطة. وفي وقت لاحق، بث ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني شريطاً مصوراً حمل عنوان «عودة المراقبين إلى الغوطة الشرقية لليوم الثاني». وظهرت في الفيديو، مدته 44 ثانية، خمس سيارات رباعية الدفع عليها شعار الأممالمتحدة وهي تعبر طريقاً معبدة، ووراءها سيارتان مدنيتان إحداهما رباعية الدفع، وشاحنة صغيرة من طراز «بيك أب» مزودة رشاشاً ثقيلاً، وعلى متنها مقاتلون معارضون. وكان مصور وكالة «فرانس برس» شاهد المحققين يخرجون من فندق «فور سيزنز» الذي ينزلون فيه في وسط العاصمة وينطلقون في موكب إلى جهة لم تحدد. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أعلن أن المفتشين سيغادرون غداً وسيرفعون إليه تقريراً حول مهمتهم «حال خروجهم». وهم زاروا الاثنين معضمية الشام الواقعة في الغوطة الغربية جنوب غربي العاصمة، ثم زاروا الغوطة الشرقية الأربعاء، وأخذوا عينات من الدم والشعر والبول من المصابين في الهجوم، إضافة إلى عينات من التربة. ودعا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض المفتشين إلى «إتمام مهماتهم على النحو المطلوب والتعجيل في بيان الحقيقة وكشفها للعالم بأسره»، وقال في بيان: «إن جميع الوحدات الدولية مدركة لحقيقة واحدة لا لبس فيها، مفادها أن نظام الأسد هو المسؤول الوحيد عن جرائم الأسلحة الكيماوية في سورية، وأنه السبب الرئيس لكل ما حل بالسوريين خلال العامين الماضيين من موت ودمار ونزوح ولجوء». وكان «الائتلاف» أشار إلى أن المفتشين أنهوا زيارة إلى الغوطة الشرقية حيث توجهوا إلى «المناطق التي استهدفت في الهجوم الكيماوي الأخير الذي نفذته قوات الأسد هناك وأخذت (البعثة الدولية) منها عينات وصوراً وأجرت خلالها مقابلات مع مصابين وشهود عيان»، لافتاً إلى أن الزيارة «تمت بحماية من أبطال الجيش السوري الحر الذين رافقوا طاقم البعثة وأمنوا سلامة أفرادها وعملوا على تسهيل أعمالها وتحييد الصعوبات، فكانوا عند الوعد الذي قطعوه على أنفسهم بتأمين دخول آمن للبعثة، مكذبين بذلك ادعاءات النظام وتخويفاته، بعد أن هيأوا الظروف الملائمة لوجيستياً كافة لتحقيق شفاف ونزيه يكشف الحقيقة ويدحض افتراءات المجرمين».