بدأت قوات الرئيس بشار الأسد اتخاذ إجراءات احتياطية تحسباً للضربة العسكرية المتوقعة، كان بينها إبعاد قطع عسكرية من مطار دمشق الدولي ونقل صواريخ من مراكزها واستخدام سيارات مدنية في نقل ذخائر. وقال شهود عيان إن مدارس عدة في دمشق، أفرغت وتحولت إلى ثكنات عسكرية أقامت فيها عناصر أجهزة الأمن، مشيرين إلى أن نقل قسم من أجهزة البث ل «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» الحكومية من مقرها في ساحة الأمويين إلى طوابق أرضية في مناطق سكنية. وقالت مصادر المعارضة إن مقر اللواء 155 قرب بلدة حفير الفوقا في ريف دمشق، والذي يضم مستودعات صواريخ «سكود» شهد حركة سيارات لنقل الصواريخ، مشيرين إلى انتشار قناصة في الطرقات لحماية عربات النقل. وقال ناشط معارض إن مركبات مدرعة وشاحنات تقل جنوداً من قوات الحكومة شوهدت وهي تغادر منطقة مطار دمشق الدولي التي يوجد فيها ثلاث قواعد للجيش واتجهت نحو بلدة حران العواميد القريبة. وأضاف الناشط مأمون الغوطاني متحدثاً بالهاتف من المنطقة أن الأنوار أطفئت في المطار. وفي وقت سابق، قال سكان إن قوات نقلت في ما يبدو أغلب الأفراد من مقار قيادة الجيش والأمن في وسط دمشق استعداداً لضربة عسكرية غربية. وقال أحد المصادر إن وحدات الجيش المتمركزة قرب العاصمة صادرت العديد من الشاحنات لاستخدامها في ما يبدو في نقل أسلحة ثقيلة إلى مواقع بديلة، على رغم أنه لم ترد تقارير عن تحرك كبير لمعدات عسكرية، في ما قد يرجع إلى قتال عنيف قرب الطرق السريعة الرئيسية. وقال سكان في المنطقة ومصدر من مقاتلي «الجيش الحر» المعارض إن من بين المباني التي أخليت جزئياً مبنى القيادة العامة للأركان في ساحة الأمويين ومبنى قيادة القوات الجوية القريب والمجمعات الأمنية في حي كفرسوسة الغربي. وقالت المصادر إن شاحنات شوهدت عند المدخل المطوق للعديد من المباني لتنقل في ما يبدو مستندات وأسلحة خفيفة. وقال ساكن يعيش قرب «فرع فلسطين» التابع للمخابرات الحربية في كفرسوسة «يمكنك أن ترمي أبرة وتسمع رنينها في كفرسوسة». وقال العميد مصطفى الشيخ وهو أحد كبار المنشقين عن الجيش متحدثاً من مكان لم يكشف عنه في سورية إنه بناء على المعلومات التي جمعها «الجيش الحر» فقد نقلت القيادة العامة للأركان إلى موقع بديل على سفوح جبال لبنان الشرقية شمال دمشق. وقال الشيخ: «نقل العديد من القيادات إلى مدارس ومخابئ تحت الأرض. لكني لست متأكداً من أن ذلك سيفيد النظام كثيراً». وقال ساكن آخر يعيش عند سفوح جبل قاسيون الواقع في وسط المدينة حيث تتمركز قوات الحرس الجمهوري إن مدفعية الكتيبة الرقم 105 للحرس الجمهوري توقفت عن القصف بعدما كانت تسمع يومياً في العادة. وقال الساكن: «لديهم كثير من شاحنات الجيش تنزل من جبل قاسيون. يبدو أنهم أخلوا مقار الكتيبة 105». وقال نشطاء في شرق دمشق أنه تم إخلاء ثكنات ومجمعات سكنية خاصة بالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة قرب ضاحيتي السومرية والمعضمية وأن العسكريين وعائلاتهم نقلوا إلى المدينة. وقال «أبو أيهم» وهو قائد في «لواء أنصار الإسلام» المعارض في دمشق أنه تم إخلاء قيادة الأركان ومخابرات القوات الجوية بالإضافة إلى العديد من الثكنات والمجمعات السكنية ذات الاستخدام المختلط للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة على المشارف الشرقية للمدينة. وأضاف: «لخدمة كل الأغراض تم إخلاء مقار القيادة والسيطرة التابعة للجيش. قبل التهديد (بضربة غربية) كانوا يتخذون احتياطات بالعمل بصورة أكبر من الطوابق السفلى. وفي الساعات الثماني والأربعين الماضية قاموا بعمليات إخلاء. ومن ناحية أخرى، قال نشطاء معارضون في مدينة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط إن بضع قطع حربية للبحرية السورية رست إلى جوار سفن تجارية على أرصفة مخصصة لحركة السفن المدنية في تحرك يهدف في ما يبدو إلى تقليل احتمالات التعرف إليها وضربها.