أشار «بنك أوف أميركا - ميريل لينش» إلى أن سعر خام «برنت» قد يشهد طفرة وجيزة إلى ما بين 120 و130 دولاراً للبرميل في حالة توجيه الغرب ضربة لسورية لا تتجاوز بضعة أيام. ورأى محللون في قطاع الطاقة بقيادة فرانسيسكو بلانش إن مبعث القلق الحقيقي في حالة سورية، التي لا تنتج كثيراً من النفط، هو أن أي صراع قد يجر إليه إيران وروسيا ودولاً أخرى في منطقة الشرق الأوسط. ووفق هؤلاء في «الحالة الأسوأ تتحول سورية إلى ساحة حرب بالوكالة تمتد لفترة طويلة على غرار حرب فيتنام ونعتقد حينئذ أن سعر النفط قد يتحرك في نطاق 150 دولاراً». وأضافوا «وعلى رغم أننا لا نرجح حدوث ذلك فقد يفضي تطور من هذا القبيل إلى بقاء أسعار النفط في نطاق 125 إلى 140 دولاراً للبرميل لمدة شهر». واستفادت الأسواق من احتمال تأخر توجيه ضربة عسكرية إلى سورية فهدأت المخاوف في شأن الإمدادات من الشرق الأوسط، ما ساهم في تراجع «برنت» عن 116 دولاراً. وانخفض سعر «برنت» تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 1.67 دولار إلى 114.94 دولار للبرميل قبل أن يتحسن ليجرى تداوله عند 115.75 دولار للبرميل. وقفز السعر أكثر من خمسة في المئة في الجلستين السابقتين محققاً أقوى مكاسب ليومين منذ كانون الثاني (يناير) 2012. وهبط الخام الأميركي تسليم تشرين الأول 1.50 دولار إلى 108.60 دولار للبرميل قبل أن يرتفع إلى حوالى 109.30 دولار بعدما صعد أربعة في المئة في اليومين الماضيين. وقال خبير أسواق السلع الأولية لدى «كومرتس بنك»، إيوجين فينبرغ «تعيد السوق تقويم تداعيات الصراع في سورية على المعروض، نعتقد أن عملاً عسكرياً لن يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها ما يعني أن علاوة الأخطار مبالغ فيها، في حالة احتواء الصراع في سورية تكون الأسعار مرتفعة جداً». في سياق متصل، أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية خلق عبئاً إضافياً بحوالى 300 مليون دولار في فاتورة الطاقة التركية. ولفت إلى أن تركيا بدأت محادثات مع كوريا الجنوبية في شأن مشروع لفحم اللجنيت والكهرباء أرجأته «شركة أبو ظبي الوطنية للطاقة» (طاقة) الشريك الأصلي لتركيا في المشروع. وكانت شركة التنقيب عن النفط وتوليد الكهرباء المملوكة لحكومة أبو ظبي، اتفقت في كانون الثاني مع تركيا على بناء محطات عدة للكهرباء تستخدم احتياط فحم اللجنيت الموجودة في منطقة أفشين - البستان بتركيا لكنها أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع إرجاء المشروع. وأشارت مصادر في قطاع الطاقة التركي إلى أن الشركة الإماراتية تنوي الانسحاب من المشروع بالكامل.