قدّرت بيانات صدرت أمس الاستثمارات التي سحبتها صناديق عالمية من أسواق المال في الاقتصادات الناشئة بنحو 44 بليون دولار، فيما سجلت أسواق المال في العالم تراجعات كبيرة، وحققت أسعار النفط مزيداً من الارتفاع، وسجلت معظم أسواق الخليج الأساسية خسائر محدودة بعد تراجعها في شكل حاد أول من أمس، في ظل أنباء عن إعداد الغرب لتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية. وسرت توقعات بان برميل الخام قد يقارب 150 دولاراً في حال أثرت الحرب في أحد منتجي النفط الرئيسين مثل العراق. وأعلنت «إي بي أف آر غلوبال»، وهي مؤسسة للبيانات الاقتصادية تتخذ من كامبريدج (ولاية ماساتشوستس الأميركية) مقراً، أن صناديق الاستثمار العالمية سحبت 44 بليون دولار من أسواق المال وصناديق الأسهم في الاقتصادات الناشئة حول العالم بعد ارتفاع نسبة التوتر في الشرق الاوسط. وعزا محللون الخطوة إلى طغيان الأنباء السيئة من الشرق الأوسط، خصوصاً سورية، على الأنباء الجيدة عن الاقتصادات الأوروبية والأميركية. وعاد مؤشر سوق الأسهم السعودية، وهي الأكبر في الخليج والمنطقة العربية، إلى الأخضر إذ كسب 0.37 في المئة. أما سوق دبي التي تراجع مؤشرها أكثر من سبعة في المئة أول من أمس، فقلصت خسائر الجلسة لتغلق على انخفاض ب 1.3 في المئة. وبدت بورصة باريس حذرة لكن مستقرة واقتصرت نسبة تراجعها على 0.07 في المئة واقفل المؤشر على 3960.46 نقطة. وانطبق الأمر ذاته على بورصة فرانكفورت حيث تراجع المؤشر «داكس» في المبادلات الأولى 0.48 في المئة إلى 8157.9 نقطة، وبورصة لندن حيث خسر المؤشر «فاينانشيال تايمز 100» 0.42 في المئة إلى 6430.06 نقطة. وفي آسيا، تراجع مؤشر «نيكاي» لبورصة طوكيو 1.51 في المئة وأغلق عند 13338.46 نقطة. وإلى جانب تخوف طوكيو من المجازفة، تأثرت البورصة اليابانية بارتفاع سعر الين الذي يعد ملاذاً آمناً في الأوقات الصعبة. ويضر ارتفاع سعر العملة اليابانية في شكل كبير بمجموعات التصدير اليابانية التي تتراجع عائداتها من الخارج بعد تحويلها إلى الين عند ارتفاع سعره. وواصل النفط، ارتفاعه بعدما بلغ أول من أمس أعلى سعر له منذ 18 شهراً بالنسبة إلى برميل النفط الخفيف ومنذ ستة شهور بالنسبة إلى برميل برنت. وقال محللون إن توجيه ضربة عسكرية إلى سورية يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط مصدر النفط، الذي تهزه أصلاً الأزمة السياسية في مصر. وفي نيويورك حيث ارتفع سعر برميل النفط ثلاثة دولارات أول من أمس، بدأت المبادلات أمس بارتفاع مقداره 0.69 سنتاً في سعر النفط الخفيف تسليم تشرين الأول (أكتوبر) ليبلغ 109.70 دولارات. أما سعر برميل «برنت» فارتفع في لندن 1.54 دولار ليبلغ 115.90 دولار, وأعلن «سوسيتيه جنرال» أن من المرجح أن يرتفع سعر خام «برنت» باتجاه 125 دولاراً للبرميل إذ شن الغرب غارات جوية على سورية وقد يرتفع بدرجة أكبر إذا اتسع نطاق الصراع ليشمل باقي الشرق الأوسط. وقال مايكل ويتنر، محلل سوق النفط في المصرف الفرنسي، أن «برنت» قد يصعد إلى 150 دولاراً للبرميل إذا أثرت الحرب في احد منتجي النفط الرئيسين مثل العراق لكن أي قفزة في الأسعار ستكون وجيزة على الأرجح.