سجلت بورصات آسيا أمس تراجعا كبيرا بينما واصلت اسعار النفط ارتفاعها مع الانباء عن الإعداد لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بسبب اتهامات الى النظام باستخدام أسلحة كيميائية. وفي منتصف النهار تراجع مؤشر نيكاي لبورصة طوكيو 2,32 بالمائة. أما مؤشر سيدني «اس اكس 200» فخسر 1,16 بالمئة ومثله مؤشر كوسبي في سيول (0,95 بالمئة) ومؤشر هونغ كونغ (1,36 بالمئة). وبقي مؤشر شنغهاي المركب على حاله. وعلى غرار البورصات الاوروبية والاميركية امس، اهتمت اسواق المال في آسيا بالمخاطر الجيوسياسية. وإلى جانب تخوف طوكيو من المجازفة، تأثرت البورصة اليابانية بارتفاع سعر الين الذي يعد «قيمة ملاذا» في الأوقات الصعبة. ويضر ارتفاع سعر العملة اليابانية بشكل كبير بمجموعات التصدير اليابانية التي تتراجع عائداتها من الخارج بعد تحويلها الى الين عند ارتفاع سعره. ومن جهة أخرى هبطت الأسهم الأوروبية للجلسة الثالثة على التوالي امس حيث غذى احتمال شن هجوم عسكري وشيك على سوريا عمليات بيع لجنى الأرباح. وتستعد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها لتوجيه ضربات محتملة للحكومة السورية مما يؤجج المخاوف بشأن التداعيات المحتملة في المنطقة ودفع ذلك المستثمرين لبيع الأسهم والاقبال على الأصول الأقل تأثرا بالنمو العالمي مثل السندات الحكومية في حين ارتفعت أسعار النفط أيضا. وبحلول الساعة 0730 بتوقيت جرينتش نزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.3 بالمائة إلى 1198.43 نقطة وكان قد انخفض 1.7 بالمئة الثلاثاء. وهبط المؤشر 3.6 بالمئة منذ منتصف أغسطس بفعل المخاوف من تقليص برنامج التحفيز النقدي الأمريكي وأزمة سياسية في ايطاليا وتفاقم الوضع هذا الاسبوع بالتهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا. وعلى جانب آخر واصل النفط ارتفاعه بعدما بلغ الثلاثاء أعلى سعر له منذ 18 شهرا بالنسبة لبرميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) ومنذ ستة اشهر بالنسبة لبرميل البرنت. وقال محللون ان توجيه ضربة عسكرية الى سوريا يمكن ان يؤدي الى تصعيد التوتر في الشرق الاوسط مصدر النفط، الذي تهزه أصلا الأزمة السياسية في مصر. وفي المبادلات الصباحية ارتفع سعر برميل النفط الخفيف تسليم اكتوبر 1,26 دولار ليبلغ 110,27 دولار. اما سعر برميل البرنت نفط بحر الشمال فارتفع 1,54 دولارا ليبلغ 115,90 دولار. وقالت كاثي لين المحللة لدى مجموعة «بي كا اسيت مانيجمنت» ان «امكانية توجيه ضربة عسكرية الى البلد (سوريا) تزداد كل دقيقة والمستثمرون قلقون من ان يؤدي ذلك الى زعزعة منطقة» الشرق الاوسط. وبالنسبة للنفط، رأى مايكل ماكارثي كبير المحللين في مجموعة «سي ام سي ماركيتس» في سيدني ان «إمكانية توجيه ضربة عسكرية (ضد سوريا) خلال أيام أو أسابيع ساهم في رفع الأسعار». وواصلت أسعار النفط ارتفاعها في آسيا أمس وارتفع سعر برميل النفط «ويست تكساس انترميدييت» تسليم اكتوبر 2,95 دولار ليبلغ 111,96 دولار في المبادلات بعد ظهر أمس في آسيا. وخلال الجلسة بلغ سعر البرميل في العقود 112,22 دولار. وبدأت ملامح ضربة عسكرية وشيكة ضد النظام السوري ترتسم في ظل تزايد الاتهامات الدولية له باستخدام اسلحة كيميائية في حربه ضد المعارضة، مع تكثف المشاورات واللقاءات بين واشنطن وحلفائها للتحضير لتحرك عسكري. وأكد وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل ان بلاده مستعدة للتحرك ضد سوريا في اية لحظة. وقال «نحن مستعدون، وقد جهزنا امكاناتنا لنتمكن من تنفيذ اي خيار يرغب فيه الرئيس (الاميركي باراك اوباما) .. ونحن على أهبة الاستعداد للتحرك بسرعة». ونقلت الصحف الأمريكية عن مسؤولين كبار في إدارة أوباما ان هذا التحرك يرجح ألا يستغرق أكثر من يومين وقد يشمل صواريخ بعيدة المدى تستهدف مواقع عسكرية لا تتعلق مباشرة بترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية. وكانت لندن أعلنت أن الجيش البريطاني يستعد لاحتمال القيام بعمل عسكري، مشيرة ايضا الى ان بريطانيا «لا تحاول قلب» النظام السوري. واستدعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون البرلمان البريطاني لاجراء تصويت الخميس بشأن «رد بريطانيا على الهجمات بالسلاح الكيميائي». كذلك قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا «مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار المشين باستخدم الغاز ضد الابرياء» في سوريا. من جهته، أكد علي خامنئي المرشد الاعلى لجمهورية ايران الاسلامية الحليفة الرئيسية لدمشق في المنطقة امس الاربعاء ان تدخلا عسكريا اميركيا ضد سوريا «سيكون كارثة على المنطقة».