وسط حراسة أمنية كبيرة من الشرطة، نقلت أمانة الأحساء صباح أمس، سوق النساء الشعبية من موقعين هما مدخل السوق من الجهة الجنوبية والثاني وسط سوق السويق، وشهد الموقع حضوراً أمنياً مكثفاً تم خلاله إغلاق مدخل السوق من الجهة الجنوبية، فيما لقي رجال الأمن مقاومة بعض النساء، ولكن بعد محاصرة الموقع تم الرضوخ لعملية النقل وقامت معدات الأمانة (الشيول) في إزالة المباسط من الموقع الأول، ثم التوجه للموقع الآخر. وشهد تنفيذ أمر الإزالة اعتراضاً شديداً من قبل غالبية البائعات، ورضوخ بعضهن حيث قاومت الرافضات أمر التعدي بالوقوف في طريق المعدات ومحاولة منعها، فيما استخدمت بعض النساء العصي لمحاولة منع الموظفين من إزالة بضائعهن ونقلها للمقر الجديد، بحجة عدم وجود مرافق، وبعده عن النساء بوجود مباني تخفي السوق عن الأنظار، وكذلك صغر حجم المحال التجارية فيه. فيما شارك في عملية نقل وإزالة البسطات لجنة مكونة من محافظة الأحساء، والشرطة، والدوريات الأمنية، والمرور، والهلال الأحمر، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكانت أمانة الأحساء أكملت جميع المستلزمات الخاصة بالسوق النسائية الجديدة التي تقع وسط سوق السويق في الهفوف، حيث تم إيصال التيار الكهربائي وتشغيل دورات المياه وجميع المرافق المجاورة، وترميم المسجد المجاور للسوق، وتم اكتمال جميع المرافق والخدمات قبل نقل البائعات ووجود ترخيص لكل محل، وتحتوي السوق على 134 محال، وسيتم توزيع المحلات حسب اختيار كل بائعة، ولن يتم أخذ إيجار من البائعات، كما سيكون هناك رجال أمن تابعين للأمانة ومراقبات للسوق، يشار إلى أن المساحة الإجمالية للسوق تبلغ 15 ألف متر مربع، ويقع في وسط سوق السويق في الهفوف. وأوضح أمين الأحساء، المهندس عادل الملحم، أن إزالة بسطات سوق النساء الشعبية جاء بعد انتهاء المهلة المحددة لانتقالهن إلى السوق الجديدة المحددة لهن وتبعد عن موقعهم 250 متراً والمنشأة حديثاً، مبيناً أن عملية النقل تتم بشكل منتظم؛ وتسعى الأمانة إلى تطوير سوق النساء الشعبية بما يتواكب مع عوامل الحداثة والتطور في قطاع التسوق في الأحساء، مع المحافظة على تاريخ السوق وأنشطتها التجارية، كما تم تخصيص مقر آخر للسوق وسط سوق الهفوف مُجهز بالخدمات المُساندة، وعملت الأمانة على معالجة بعض ملاحظات البائعات المتعلقة بمقر السوق الجديدة ومرافقها الخدمية. وأضاف أن الأمانة وضعت تصورات ومقترحات مستقبلية لنزع ملكية وإزالة عدد من العقارات التي تحُدّ من مجال رؤية السوق. والمقر الجديد الذي أنشأته «الأمانة» بلغت تكلفته 3.5 مليون ريال. وعملت المعدات في عملية الإزالة لمكونات هذا السوق التي اتخذته البائعات مقراً لهن، وأبدت غالبية البائعات اعتراضهن على هذا الإجراء بسبب نقل السوق إلى مكانها الجديد الذي يبعد عن مكان التجمع الرئيس للسوق. يذكر أن قضية الانتقال للموقع الجديد الذي خصصته الأمانة لاقت رفضاً وعدم قبول منذ البداية وتعالت أصوات رفضهن إلا أن الأمانة ارتأت إلزامية النقل للصالح العام. كما يأتي أمر الإزالة بعد إنذارات كثيرة وجهتها الأمانة للبائعات لإخلاء المكان وتوجيههن للمكان الذي أعد لهن وسط سوق السويق، ورفضت البائعات إخلاء المكان بدعوى أن المكان الجديد يقع في مكان منزوٍ وبعيد عن حركة السوق ما يسبب لهم خسائر مالية، وذكر عدد من النساء أن المقر الجديد يفتقر إلى الاحتياجات كافة، كما أنه صغير الحجم وفي مكان غير معروف للمتسوقين والزوار لأنه خلف المباني ويصعب معرفته ورؤيته.